Site icon الدكتور صالح بن صالح

حصيات المسالك البولية … الطقس الحار أحد عوامل تكوينها !

حصيات المسالك البولية ... الطقس الحار أحد عوامل تكوينها

حصيات المسالك البولية ... الطقس الحار أحد عوامل تكوينها

تعتبر حصيات المسالك البولية من الأمراض الأكثر شيوعا في المناطق الحارة وفي المملكة على وجه الخصوص، حيث يصل معدل حدوث تكوين الحصيات إلى 2 -3% بصفة عامة بينما يتراوح معدل تكرار حدوث الحصيات من 10% في السنة الأولى من علاج النوبة الأولى إلى 50% في خلال عشر سنوات من نفس النوبة ومن ثم تخف هذه النسبة بعد ذلك. وتوجد هناك العديد من الأسئلة لدى كل مريض بحصيات المسالك البولية من المناسب التطرق لها هنا:

ما هي الحصوة الكلوية:

تتكون الحصوة من بلورات ملحية تنفصل من البول وتتجمع على الجدار الداخلي للكلي أو المثانة.

ويحتوي البول بشكل طبيعي على مواد تمنع تكوين هذه البلورات، ولكن هذه الموانع الطبيعية قد لا تكون موجودة عند بعض الأشخاص وبالتالي تتكون الحصوة عندهم. وبصفة عامة تتكون الحصوة إذا توافرت ثلاثة عوامل لها: الإشباع (زيادة تركيز الأملاح في البول) والتبلور (أي الترسب حول بعضها البعض) وأخيرا الجفاف (قلة السوائل داخل الكلية).

وأكثر أنواع الحصيات انتشاراً تحتوي على كالسيوم مع فوسفات أو أوكسالات وهذه التركيبات موجودة بشكل طبيعي في الغذاء اليومي لكل فرد كما تدخل في تكوين أهم أجزاء جسم الإنسان مثل العظام والعضلات.

أسباب ظهور حصوة الكلي:

هذا السؤال هو امتداد للإجابة السابقة لكن السبب الرئيسي في ظهور الحصوة الكلوية غير معروف تحديداً . مع العلم ان هناك بعض الأطعمة التي تساعد على تكوين الحصوة عند بعض الناس. ومن المعروف أيضاً أن الجينات الوراثية قد تكون لها تأثير في إصابة بعض الناس، حيث ان الشخص الذي لديه تاريخ مرضي لأحد أفراد عائلته في الإصابة بالحصوة الكلوية يكون أكثر عرضة للإصابة من غيره .

وهناك أيضاً بعض الأمراض التي تكون لها علاقة كبيرة بتكوين الحصيات الكلوية مثل الالتهابات المتكررة في المسالك البولية وضيق قناة مجرى البول ، أو حدوث أية مشاكل أو خلل في الكلي مثل أمراض حويصلة الكلي أو خلل التمثيل الغذائي .

التشخيص:

هناك أنواع حصيات تكون ساكنة (صامتة)، أي لا يوجد لها أعراض ظاهرة ويتم اكتشافها فقط عن طريق الأشعة وهذه الحصيات قد تمر دون ملاحظتها .

وقد يتم اكتشاف حصوة الكلي أيضاً عن طريق عمل الأشعة لشخص يعاني من وجود دم في البول أو ألم في الخاصرة أو التهابات متكررة في البول.

وتعطي الأشعة فرصة كبيرة للطبيب لفحص مدى حجم وشكل الحصوة ومكانها في الجسم .أما بالنسبة لاختبارات الدم والبول فهي تساعد على اكتشاف أي مواد غريبة قد تساعد في تكوين حصوة مع مرور الوقت مثل زيادة في الأملاح أو وجود علامات التهاب، كما يساعد فحص البول لمعرفة إذا ماكانت الحصوة قابلة للإذابة بالأدوية.

أعراض الإصابة بحصوة الكلى:

تبدأ الأعراض الأولى لحصوة الكلي بألم شديد ومفاجئ عندما تبدأ الحصوة بالحركة في قناة مجرى البول وبالتالي يحدث حك أو انسداد في القناة، وقد يشعر المريض بألم شديد وشد عضلي على جانبي منطقة الكلي أو في أسفل البطن، كما قد تحدث أحياناً حالة من القيء والغثيان مصاحبة للألم.

اما إذا كان حجم الحصوة كبيرا ويصعب خروجها من قناة مجرى البول فيزيد الألم بشكل كبير حيث تقوم العضلات الموجودة في جدار الحالب بعصر هذه الحصيات لمحاولة إخراجها إلى المثانة ، وعندما تكبر الحصوة أو تتحرك قد يجد المصاب دما في البول.

وعندما توجد الحصوة في أسفل الحالب وبالقرب من المثانة، قد يشعر المريض بحاجة ملحة ومستمرة للتبول ويشعر أيضاً بحرق شديد أثناء التبول. تجدر الإشارة إلى انه إذا شعر المريض بارتجاف وسخونة مصاحبة لهذه الأعراض السابقة فقد تكون هناك إصابة بالتهاب بكتيري مع انسداد في الكلية وهو مايحتم مراجعة الطبيب دون تأخير.

ويجب على المريض أن يراجع الطبيب المختص بمجرد ظهور أي من الأعراض السابقة أو في حالة حدوث حالات مماثلة بالأسرة التي هو فرد منها وكل ما كان التشخيص مبكراً كلما كانت دائرة العلاج واسعة.

علاج الحصيات الكلوية:

معظم الحصيات الموجودة بالكلى يمكن علاجها بدون أية جراحات. ومعظم الحصيات يمكن خروجها من الجهاز البولي عن طريق شرب كمية كبيرة من المياه يومياً (حوالي من 2.5 إلى 3.5 لترات) وراحة لمدة يومين للمريض مع تناول بعض العقاقير التي قد يصفها الطبيب.

الوقاية:

إذا تعرض أي شخص للإصابة بأكثر من حصوة في الكلي من قبل فهو بذلك أكثر عرضة من غيره للإصابة مرة أخرى، لذلك فالوقاية وتجنب تكوين حصوة مرة أخرى شيء مهم جداً في عملية العلاج.

يقوم الطبيب المعالج بالاستفسار عن التاريخ المرضي للمريض والعادات الغذائية له وكذلك بعمل اختبارات دم وبول في المعمل. وفي حالة خروج الحصوة يقوم الطبيب بفحصها لتحديد مكوناتها، وقد يطلب الطبيب من المريض تجميع البول لمدة 24 ساعة ودراسته بعد خروج الحصوة وذلك لقياس مستوى الحمضية في البول ومعرفة تركيزات الأملاح والمواد الطبيعية المانعة أو المكونة للحصى.

تغيير نمط الحياة:

أفضل وأهم تغيير في نمط الحياة يجب أن يقوم به المريض هو شرب كمية كبيرة من السوائل يومياً وخاصة المياه. وبالنسبة للشخص الذي يتم علاجه والتخلص من وجود حصوة في الكلي، يجب عليه شرب كمية كبيرة من السوائل يومياً والتي تجعله يخرج حوالي 2.5 لتر بول كل 24 ساعة .

وبناء على تحليل الحصوة ودراسة عينة البول المجمعة لمدة 24 ساعة قد ينصح الطبيب بتقليل أو تجنب أنواع معينة من الأطعمة والمشروبات مع وصف بعض الأدوية الوقائية التي تقلل من تركيز الأملاح في البول.

العلاج الجراحي:

هناك بعض أنواع الجراحات قد تكون مطلوبة لإزالة حصوة الكلي أو الحالب أو المثانة، ومن أهم دواعي التدخل الجراحي مايلي: إذا لم تتمكن هذه الحصوة من التذويب أو الخروج بشكل طبيعي باستخدام الوسائل السابق ذكرها مع مرور الوقت، وأيضاً إذا كانت تسبب ألما شديدا، أو إذا كان حجم هذه الحصوة كبيرا ولا يمكن خروجها من قناة مجرى البول، أو إذا صاحب الحصوة بعض التطورات السلبية مثل النزيف أو الالتهاب الكلوي أو انسداد مجرى البول فعندئذ يكون التدخل الجراحي أمرا مطلوبا.

أنواع الجراحات: كانت عملية إزالة الحصوة منذ فترة قريبة تعتبر عملية مؤلمة للغاية وتتطلب فترة نقاهة طويلة من 4 إلى 6 أسابيع . ولكن الآن أصبحت هذه العملية متطورة جداً وهناك طرق كثيرة يمكن إجراؤها بدون الحاجة إلى جراحة كبيرة.

1- عملية تفتيت الحصوة من خارج الجسم (الموجات التصادمية):

هذه الطريقة هي أكثر الطرق انتشاراً في علاج حصيات الكلي . وهي عبارة عن ذبذبات من خارج الجسم وتنتقل من خلال جلد الجسم وأنسجته حتى تخترق هذه الذبذبات الحصوة وتقوم بتفتيتها.

وهناك أجهزة مختلفة لتفتيت الحصوة ، ويتم استخدامها بطرق مختلفة أيضاً. ومعظم هذه الأجهزة تكون مزودة بأشعة اكس أو موجات فوق الصوتية وذلك لمساعدة الجراح على تحديد مكان الحصوة أثناء العلاج. تتم هذه العملية بسهولة تحت التخدير الموضعي ويستطيع المريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم واستعادة نشاطه الطبيعي في وقت قصير.

2- عملية شق الكلية عن طريق الجلد وإخراج الحصوة:

عندما يكون حجم الحصوة كبيرا إلى درجة كبيرة ولا يستطيع الطبيب إزالتها عن طريق عملية التفتيت ، فيفضل استخدام هذه الطريقة في التخلص من حصوة الكلي . يقوم الطبيب بعمل فتحة صغيرة في الظهر وشق طريق من الظهر إلى الكلى مباشرة مستخدماً آلة خاصة وتزال بها الحصوة.

3- إزالة الحصوة بالمنظار:

تستعمل هذه الطريقة في الغالب لعلاج حصيات الحالب. ومع أن حصيات الحالب يمكن علاجها بالموجات التصادمية إلا أن طريقة المنظار تعتبر أكثر فعالية في الحصيات السفلية في الحالب أو تلك الحصيات التي لاتستجيب للعلاج التصادمي. في هذه الطريقة لا يحتاج الطبيب إلى عمل شق أو فتحة كما هو الحال في الطريقة السابقة للكلية وهنا يقوم الطبيب بإدخال منظار الحالب من خلال مجرى البول والمثانة حتى يصل إلى الحالب. ثم يقوم الجراح بتحديد مكان الحصوة ويقوم بإزالتها كلياً أو تكسيرها إلى أجزاء صغيرة مستخدماً آلات مخصوصة تحدث ذبذبات لتفتيت الحصوة وأشهرها هو جهاز الليزر.

4- الجراحة التقليدية :

في حالات نادرة يتم اللجوء إلى الجراحة التقليدية كما في حالة الحصيات المتشعبة داخل الكلية وكؤوسها ولكن مع تطور وسائل المعالجة الجراحية أصبح اللجوء إلى فتح الكلية أو المثانة أو الحالب لإخراج حصوة منها في حدود النادر جدا.

العلاج الدوائي:

حيث تعطى للمريض الأدوية الموسعة للمسالك البولية والمدرة للبول والمضادات الحيوية والمسكنات التي تخفف من هذه الآلام. وهناك بعض الأدوية التي تذيب الحصيات وبالطبع ينبغي أن يتم تناول مثل هذه الأدوية وفقا لإرشادات الطبيب. وعادة ما تطرح بقايا الحصوة بالبول بعد تفتيتها.

وختاما تظل الوقاية خيرا من العلاج، وفي حالة حصيات المسالك البولية يعتبر الإكثار من شرب السوائل وعلى وجه الخصوص لترين يوميا من الماء (يعادل 8 أكواب) من أهم الطرق لحماية الكلية وتقليل فرص تكون مثل هذه الحصيات.

أ.د. صالح بن صالح