Site icon الدكتور صالح بن صالح

الحج الصحي لمريض الكلى والمسالك البوليـة

مرضى الكلى ...قدرتهم على الحج تحكمه الحالة الصحية

مرضى الكلى ...قدرتهم على الحج تحكمه الحالة الصحية

لا شك أن تأدية مناسك الحج تفرض على الحاج عدداً من الأمور الصحية والبدنية، فهناك مصاعب السفر، والمشي أثناء تأدية الشعائر الدينية، وتقلبات الجو في المشاعر المقدسة أثناء فصل الصيف. ولا غرابة إذن أن يشعر العديد من الحجيج بالتعب والإرهاق نتيجة التعرض لطارئ التغيرات، كما أن ذلك قد يزيد الأعباء الملقاة على القلب والصدر أو الكليتين عند المصابين بمرض في هذه الأعضاء.

ورغم الخدمات المتطورة والشاملة التي توفرها المملكة لضيوف الرحمن ودون مقابل بما فيها الخدمات الصحية، إلا أن العديد منهم يتردد في طلب الاستشارة الطبية، والتي يجب أن تبدأ قبل الشروع في المناسك.

وعند الحديث عن رحلة طويلة وشاقة مهما تسهلت وتطورت الأساليب، يبرز سؤال مهم وهو الاستعدادات التي يجب على الحاج العمل بها في ثنايا ترتيبه لرحلة العمر، وفي حالة الإصابة بمرض مزمن ومنه مرضى الكلى يجب على الحاج التأكد من عدد من الأمور حتى لا يعرض نفسه لمضاعفات قد تؤثر على استمراره في المناسك فضلا عن تعريض حياته للخطر، وهنا ينبغي على المريض استشارة الطبيب المعالج فيما يتعلق باستطاعته أداء مناسك الحج بدون مضاعفات خطيرة على صحته، وفي حالة توافر الاستطاعة تجب مراعاة الأمور التالية لمريض الكلى والمسالك:

1 – إجراء فحص طبي سريري دقيق، مع بعض الفحوصات المخبرية اللازمة.

2 – التـزود بالقدر الكافي من الأدوية الضرورية التي تغطي فترة بقائه في الحج، مع مراعاة كيفية حفظها من التلف.

3 – التـزود بمجموعة من الإرشـادات الصحية المتعلقة بحالته.

4 – يحبذ مرافقة أحد الأقارب أو الزملاء بحيث يكون على علم تام بحالته الصحية والمضاعفات المحتملة وكيفية الوقاية منها والتعامل معها.

5 – إعداد سوار للمعصم يحتوي على البيانات الضرورية مثل: اسم الحاج، اسم الحملة التي يسافر معها أو أحد المرافقين، وأقرب هاتف للاتصال، مكان الإقامة، الحالة المرضية التي يعاني منها، فصيلة الدم، (ويجب على كل حاج أن يعرف فصيلة دمه وتسجيل ذلك في أوراقه الإثباتية)، وغير ذلك من البيانات المهمة التي تساعد على إسعافه في حالة حدوث مضاعفات لا قدر الله.

6 – أخذ التطعيمات الضرورية حسب إرشادات طبيبه.

7 – المحاولة قدر المستطاع أن تكون الفترة التي يقضيها في الحج أقصر ما يمكن لتجنب الإصابة بالأمراض الوافدة مع الحجيج، وكذلك عدم الاختلاط دون ضرورة مع غيره.

8 – تناول كمية كافية من السوائل إذا كانت حالته الصحية تسمح له بذلك.

9 – عدم تناول الأطعمة المعروضة بطريقة غير نظيفة.

10 – عدم التعرض لأشعة الشمس مباشرة بقدر المستطاع.

حال مريض الكلى والمسالك البولية مع الحج:

يمكن للمجهود البدني الكبير في أثناء أداء مشاعر الحج أن يكون له تأثير كبير على الكلى والمسالك البولية، فالإفرازات الناتجة عن الجهد العضلي عبارة عن سموم يتم التخلص لجزء كبير منها عن طريق إخراج البول، وفي حالة القصور أو الفشل الكلوي تتجمع هذه السموم داخل الجسم، ويصعب التخلص منها، وهذا بدوره يؤثر على حياة المريض وفي حالة الكلية السليمة فمن الممكن معالجة هذا الأمر بالسوائل، أما في حالة الفشل الكلوي فيحتاج المريض إلى غسيل كلوي (ديلزة) عاجلة ومستمرة لفترة طويلة.

كما يجب التنبيه على أن مرضى الكلى بصفة عامة ضعيفو المناعة نسبيا، ونتيجة لما يبذلونه من جهد فقد يصابون بمختلف الالتهابات ويكونون عرضة لها أكثر من غيرهم سواء التهابات صدرية أو غيرها.

هذه الالتهابات سواء البكتيرية أو الفيروسية، قد تؤدي إلى نقص السوائل وانخفاض الضغط أو عدم اتزان الأملاح، كما أن التعرض للنزلات المعوية والقيء والإسهال في حالة تناول أطعمة ملوثة يؤدي أيضا إلى انخفاض الضغط نتيجة نقص السوائل بشكل كبير، وقد يصاب المريض بانتكاسة شديدة في وظائف الكلى.

وبما أن مرضى الكلى ليسوا على درجة واحدة من الاعتلال فإن تقرير القدرة على الحج من الناحية الطبية تحكمه حالة المريض الصحية:

هذه بعض الإرشادات العامة أرجو من الله العلي القدير أن تكون فيها الفائدة، كما أسأله سبحانه أن يتقبل من الجميع طاعاتهم، وأن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً.

أ.د. صالح بن صالح