تنفذ المجموعة السعودية لأمراض الذكورة و العقم بالعديد من الأنشطة العلمية. كإقامة المحاضرات لنشر التوعية الصحية و نشر المقالات و الكتيبات الثقافية باللغة العربية، كما تقوم بعمل الأبحاث العلمية و عقد المؤتمرات الطبية.
و تشارك المجموعة في المؤتمر الخليجي الثاني لأمراض الذكورة و الذي سيعقد في مدينة الرياض ابتداء من اليوم وحتى الخامس من شهر مارس الجاري و يضم المؤتمر نخبة من أفضل الأطباء في هذا المجال من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و المانيا و إيطاليا و الصين كما يضم نخبة من أطباء الدول العربية : الكويت و قطر و الإمارات العربية و اليمن و مصر بالإضافة للمتخصصين في هذا المجال من المملكة العربية السعودية، و ذلك لمناقشة آخر ما توصل اليه العلم في مجال الذكورة و العقم و تبادل الخبرات في هذا المجال ووضع حلول للمشكلات المحلية في هذا التخصص الدقيق. و اكد الدكتور عمرو جاد رئيس المؤتمر ان هذا المؤتمر يعد واحداً من أكبر المؤتمرات في هذا المجال في الشرق الأوسط و أن المؤتمر سيتناول العديد من المواضيع الهامة منها العقم و ضعف الانتصاب و تشوهات الأعضاء التناسلية و سرعة القذف و أمراض البروستاتا و غير ذلك من المواضيع الهامة، كما سيتضمن المؤتمر نقلاً مباشراً لعمليات حديثة و دقيقة في أمراض الذكورة و العقم من غرفة العمليات الى الأطباء المشاركين .
العرب ينفقون أكثر من 10 بلايين دولار سنوياً على أدوية الضعف والأطباء يثبتون أن الانكسار في ساعات النهار يولد انكساراً مماثلاً في الليل
الثقافة الجنسية مصدر قلق لعدد كبير من الناس
الثقافة الجنسية لا تزال ، على رغم الوعي والانفتاح وتوافر مصادر المعرفة المختلفة ، مصدر قلق لعدد كبير من الناس . ورغم غياب الدراسات العلمية المحكمة في الوطن العربي التي تجيب عن سؤال المقال لعدة عوامل لعل من اهمها طبيعة الرجل العربي المتحفظة عن الافصاح عن حالته الصحية خاصة عندما يتعلق الامر بالمعاشرة والفحولة ما يؤدي الى عدم طلب العلاج من طبيب امراض الذكورة المختص او اللجوء الى اخذ العلاجات غير الموثقة ومن مدعي العلاج، الا اننا نلاحظ تزايدا مطردا في اعداد المراجعين من فئة الشباب ممن يشكون من الضعف الجنسي واضطرابات الرغبة حتى قبل الزواج.
وتشير إحدى الدراسات العالمية إلى أن عدد الرجال المصابين بالضعف الجنسي في العالم يزيد على 200 مليون رجل، تصل نسبة المصابين منهم في سن العشرين إلى حوالي 8 % وتزداد هذه النسبة مع تقدم العمر. وفي تونس أجريت دراسة على عينة مكونة من ألف رجل تتراوح أعمارهم مابين 20 إلى 90 عاما، أظهرت نتيجتها أن 40% يعانون خللا جنسيا ، شكل 40% منهم اشخاصا دون سن الأربعين، لترتفع هذه النسبة إلى حدود 60 بالمائة لدى الفئة العمرية ما فوق 50 عاما، كما اشارت دراسة اخرى ان ما نسبته 40% من السكان في اليمن يعانون العجز الجنسي وان أكثر من (122) ألف شخص أضيفوا إلى لائحة المصابين بهذا المرض مؤخرا، وفي مصر أشار عدد من المختصين الى أن عدد المصابين بالعجز الجنسي يقدرون ب 6 ملايين مواطن، وان 50% منهم تعود إصابتهم إلى أسباب نفسية نظرا لصعوبة الظروف المعيشية مفسرا ذلك بأن الانكسار في ساعات النهار يولد انكسارا مماثلا في الليل. وأثبتت الدراسات أن دول الخليج أنفقت أكثر من 15 مليار دولار على الفياجرا (احد المقويات الجنسية) عام 2005 وان هذا الرقم في ازدياد ففي الكويت يعاني من الضعف الجنسي رجل من بين كل خمسة رجال، وتشير دراسة محلية إلى أن 12% من الرجال في السعودية مصابون بالضعف الجنسي 20 % منها مرتبط بالجانب النفسي و 80 % يرجع لأسباب عضوية. وتشير كذلك احدى الدراسات إلى أن السعودية السادسة على مستوى العالم استهلاكا للمقويات الجنسية، وأن نسبة استهلاك السعوديين تزيد بعشرة أضعاف على ما يستهلك في روسيا، رغم أن عدد سكان روسيا يزيد على عدد سكان المملكة بعشرة أضعاف، ويعود ذلك إلى عدة اسباب منها ارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري حيث تصل إلى 15% في حين انها لا تتجاوز 3- 5% في باقي دول العالم، وكذلك ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الضغط، وزيادة نسبة الدهون في الدم نتيجة لأنماط التغذية غير الصحية، وزيادة وزن الجسم والسمنة، وقلة ممارسة الرياضة.
وفي المؤتمر العالمي الاخير 2010م عن صحة الرجل والذي عقد في مدينة نيس الفرنسية اشارت احدى الدراسات إلى ان 62 في المئة من الرجال السعوديين تعرضوا لمشاكل جنسية، مع وضع مماثل في الإمارات، فيما تصل النسبة إلى 50 في المئة في مصر ولبنان. وبحسب آراء متطابقة لخبراء وأطباء شاركوا في المؤتمر يعاني ما يزيد على 352 مليون رجل من العنة. وأعلنت في المؤتمر إحصاءات تشير إلى إنفاق العرب أكثر من 10 بلايين دولار سنوياً على أدوية الضعف الجنسي، ما دفع شركات الأدوية العالمية إلى التركيز على المنطقة، والتنافس لزيادة حصتها في الأسواق العربية. وتدلّ الأرقام الى أن 80 في المئة من حالات الطلاق في مصر، تحدث بسبب المشاكل الجنسية، التي ينفق المصريون على علاجها مايقارب 12.5 بليون جنيه سنوياً. وذُكِر في المؤتمر أن السعوديين ينفقون قرابة 1.5 بليون دولار سنوياً على أدوية علاج الضعف الجنسي يليهم المصريون (بليون دولار)، ومثلهم اليمنيون، ثم الإماراتيون (500 مليون دولار).
وكانت نتائج دراسة أعدتها الجمعية العربية للصحة الجنسية بالقاهرة قد أكدت أن العلاقة الجنسية تحتل مرتبة متقدمة ضمن أولويات الحياة الزوجية لتأتي في المرتبة الثالثة متقدمة على الكثير من أولويات الحياة، مثل: الوضع المالي، والحياة الأسرية، وكشفت الدراسة أن 81% من الجنسين أقروا بعدم الرضا عن حياتهم الجنسية الحالية.من جهة أخرى كشفت الدراسة أن عدم الرضا عن الحياة الجنسية لا يقتصر على المتقدمين في السن من الرجال والنساء ليشمل الشباب أيضا، ويتبين أن النساء تحت الثلاثين من عمرهن هن الأقل رضا عن حياتهن الجنسية مقابل الرجال بين الثلاثين والخمسين من العمر.
وتؤكد نتائج الدراسة أن نسبة الرضا عن الأداء الجنسي لدى الرجال في مصر بلغت 39% من الرجال، بينما يوجد 41% من السيدات راضيات عن علاقتهن الجنسية.
وقد أجريت هذه الدراسة في سبع دول هي: مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ولبنان والجزائر والمغرب، بالإضافة إلى جنوب إفريقيا. وكما ان العلاقات الجنسية السليمة بين الزوجين تعد أمرا أساسيا في كل زواج ناجح، فإن الدراسات النفسية تؤكد أن المودة والرحمة بين الزوجين تزداد قوة بوجود توافق جنسي بين الطرفين.
واذا اعترفنا ان الامراض المزمنة مثل السكري وتغير النمط الغذائي وتفشي السمنة عند الشعوب العربية من احد اهم المسببات الرئيسية لزيادة مشكلة الضعف الجنسي عند الرجال إلا ان الجانب النفسي يلعب دورا مماثلا ولايقل اهمية عند دراسة مثل هذه المشكلة عند فئة الشباب من الرجال في هذه المنطقة من العالم.
أ.د. صالح بن صالح