في هذا الوقت من السنة ومع اشتداد درجة الحرارة وارتفاع نسبة الجفاف الحاصل داخل الجسم ترتفع نسبة الاصابة بحصوات الكلى والمسالك البولية عند المرضى المهيئين لتلك الحصوات. ومن واقع زيارة بسيطة لأحد اقسام الاسعاف في احد المستشفيات الكبرى في الرياض نجد في هذا الوقت ان نسبة مراجعي الطوارئ ممن يشكون من مغص كلوي تزيد على 50% من مجموع الاحالات الطبية لأطباء المسالك البولية.
الحصوة البولية والتي هي عبارة عن بلورات ملحية تنفصل من البول وتتجمع على الجدار الداخلي للكلى أو المثانة تتكون إذا توافرت ثلاثة عوامل لها: الإشباع (او زيادة تركيز الأملاح في البول) والتبلور (أي الترسب حول بعضها البعض) وأخيرا الجفاف (قلة السوائل داخل الكلية).
وأكثر أنواع الحصوات انتشاراً تحتوي علي الكالسيوم مع الفوسفات أو الأوكسالات وهذه التركيبات موجودة بشكل طبيعي في الغذاء اليومي لكل فرد، كما تدخل في تكوين أهم أجزاء جسم الإنسان مثل العظام والعضلات.
وهناك أنواع من الحصوات البولية تكون ساكنة (صامتة)، أي لا يوجد لها أعراض ظاهرة ويتم اكتشافها فقط عن طريق الأشعة وهذه الحصوات قد تمر دون ملاحظتها.
وقد يتم اكتشاف حصوة الكلى أيضاً عن طريق عمل الأشعة لشخص يعاني من وجود دم في البول أو الم في الخاصرة أو التهابات متكررة في البول.
وتعطي الأشعة فرصة كبيرة للطبيب لفحص مدى حجم وشكل الحصوة ومكانها في الجسم. أما بالنسبة لاختبارات الدم والبول فهي تساعد على اكتشاف أي مواد غريبة قد تساعد في تكوين حصوة مع مرور الوقت مثل زيادة في الأملاح أو وجود علامات التهاب، كما يساعد فحص البول لمعرفة إذا ماكانت الحصوة قابلة للإذابة بالأدوية.
أعراض الإصابة بحصوة الكلى:
تبدأ الأعراض الأولى لحصوة الكلى بألم شديد ومفاجئ عندما تبدأ الحصوة بالحركة في قناة مجرى البول، وبالتالي يحدث حك أو انسداد في القناة، وقد يشعر المريض بألم شديد وشد عضلي علي جانبي منطقة الكلى أو في أسفل البطن، كما قد تحدث أحياناً حالة من القيء والغثيان مصاحبة للألم.
اما إذا كان حجم الحصوة كبير ويصعب خروجها من قناة مجرى البول فيزيد الألم بشكل كبير حيث تقوم العضلات الموجودة في جدار الحالب بعصر هذه الحصوات لمحاولة إخراجها إلي المثانة، وعندما تكبر الحصوة أو تتحرك قد يجد المصاب دماً في البول.
وعندما توجد الحصوة في أسفل الحالب وبالقرب من المثانة، قد يشعر المريض بحاجة ملحة ومستمرة للتبول ويشعر أيضاً بحرق شديد أثناء التبول. تجدر الإشارة إلى انه إذا شعر المريض بارتجاف وسخونة مصاحبة لهذه الأعراض السابقة فقد تكون هناك إصابة بالتهاب بكتيري مع انسداد في الكلية وهو مايحتم مراجعة الطبيب دون تأخير.
ويجب على المريض أن يراجع الطبيب المختص بمجرد ظهور أي من الأعراض السابقة وكلما كان التشخيص مبكراً كانت دائرة العلاج واسعة. وبما ان تكون الحصوات البولية وحتى تكرار الاصابة بها يعتمد اعتمادا كبيرا على النمط الغذائي للشخص المصاب، فإن إتباع نظام غذائي محدد يعتبر وسيلة من الوسائل التي تقلل من الإصابة أو معاودة تكون الحصى.
نصائح لمرضى حصيات الكالسيوم:
• الإكثار من شرب الماء وخصوصاً أثناء ارتفاع درجات حرارة الجو ويجب شرب ما لا يقل عن 2 ليتر من السوائل أي ما يعادل ثمانية أكواب بحجم 250 مل.
• الامتناع عن شرب مياه الحنفيات إلا بعد استخدام فلتر عام داخل البيت أو غلي مياه الحنفيات إلى درجة لا تصل إلى الغليان ثم تُترك حتى تترسب الأملاح أسفل الوعاء ويصب الماء برفق لتبقى ترسبات الأملاح ثم يُشرب الماء وتترك الأملاح.
• الامتناع عن شرب المشروبات الغازية وعصير الجريب فروت والتقليل من شرب القهوة والشاي ومحاولة الإكثار من شرب عصير الليمون والبرتقال.
• التقليل من تناول الأغذية المحتوية على الكالسيوم مثل اللبن ومشتقات الزبد والجبن وبياض البيض والطماطم الطازجة، بينما في حالة حصى حامض اليورك فالوقاية منها بالامتناع أو التقليل من اللحوم وخصوصاً الحمراء كلحوم الأغنام والأبقار والجمال ويفضل استبدالها باللحم الأبيض كالأسماك أو الدجاج لاحتوائه على نسبة قليلة من حامض اليورك.
• قد ينصح الطبيب بتقليل تناول الملح (الصوديوم) في حالة الإصابة بحصى الكالسيوم. وتتكون حصى الكالسيوم نتيجة لوجود نسبة عالية من الصوديوم والتي تفقدك المزيد من الكالسيوم في البول مما يعرضك لمزيد من تكون الحصى.
• يجب التنسيق مع الطبيب واخصائي التغذية عند تناول مجموعة فيتامين B, فيتامين C، فيتامين D، وزيوت كبد السمك أو المكملات المعدنية التي تحتوي على الكالسيوم لان المكملات الغذائية يمكن أن تزيد من فرص تشكيل الحصى.
ومن أهم النصائح الغذائية للوقاية من حصيات الأوكسالات:
• تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات مثل الفول السوداني والشاي والقهوة السريعة التحضير والشوكولاته والتوت الأحمر والفراولة والجزر والفاصوليا والبطاطس المقلية والبطاطا الحلوة والخضروات الورقية الداكنة اللون كالسبانخ والكرفس.
• الإكثار من شرب السوائل بكمية لا تقل عن 2 ليتر في الشتاء و 3 ليتر في الصيف.
• الإكثار من شرب عصير الليمون الحلو والحامض.
• قد ينصح الطبيب بتقليل الأطعمة التي تحتوي على البروتين الحيواني مثل اللحوم والبيض.
• التركيز على استعمال البقدونس اذ يعتبر نبات البقدونس من النباتات المدرة التي تمنع تكون حصاة الكلية، وقد أثبتت الدراسات أن عمل شاي من البقدونس بمقدار ملعقة صغيرة من الجذور الجافة للنبات لكوب من الماء الذي سبق غليه ويشرب مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم مفيد لمرضى الحصوات البولية.
أ.د. صالح بن صالح