تحدثت في العيادة الصحفية السابقة عن المنشطات التي يتعاطاها البعض بهدف كمال الأجسام أو زيادة الطاقة وذكرت آثارها الصحية السلبية على مستخدميها. وكما ذكرنا فإن المنشطات أنواع وأشكال من الصعب الحديث عنها جميعاً، وفي هذا العدد نستكمل الحديث عن أشهر أنواعها المنتشرة ومنها:
الأندروستينيدون (أندرو):
وهو هرمون يتم إفرازه من الغدة الكظرية والمبيض والخصية، ويتم تحويله في الجسم إلى التيستوستيرون والأستروجين. ويتعاطى البعض هذا الهرمون معتقدين أنه يساعد على تحسين أدائهم الرياضي، ولكن الدراسات العلمية تشير إلى أن غالبية الأندروستينيدون الذي يتم تعاطيه لا يحسن الأداء الرياضي ويتحول إلى إستروجين، وهو الهرمون الجنسي الأساسي لدى الإناث.
وقد يؤدي تعاطي الأندروستينيدون إلى حدوث الكثير من المشاكل الصحية ومنها:
- حب الشباب.
- تناقص إنتاج السائل المنوي.
- ضمور الخصيتين ومن ثم العقم.
- تضخم الثدي.
هرمون النمو البشري:
وهو هرمون بنائي يفرز في الجسم، ويعرف أيضاً باسم قونادوتروبين. ويأخذه الرياضيون لزيادة حجم عضلاتهم وقوتها، ومع أنه لا يوجد دليل علمي قاطع على فعالية هرمون النمو البشري إلا أن مخاطره ثابتة ومؤكدة على صحة الشخص، وتشمل:
ـ ألم المفاصل وضعف العضلات.
- احتباس السوائل في الجسم.
- مشاكل في تنظيم السكر في الدم.
- الإصابة بداء السكري.
- ارتفاع الكوليسترول في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب.
هرمون الإرثروبيوتين (إيبويتين):
وهو هرمون يعطى لعلاج الحالات الحادة من فقر الدم لدى مرضى الكلى، وتشمل مخاطر تعاطيه:
- زيادة احتمالية تكون الجلطات الدموية.
- ارتفاع مخاطر السكتات الدماغية والقلبية.
- الاستسقاء الرئوي (تجمع السوائل في الرئة).
- الموت (تم تسجيل 18 حالة وفاة بسببه).
الإنابول – الدانابول:
يحتوي هذين المنشطين المشهورين والأكثر شعبية الإنابول/ الدانابول على مادة
Methandrostenolone/Methandienone ويتم تصنيعهما عن طريق الاشتقاق بطريقة كميائية من الهرمون الذكرى التيستوستيرون ويتم تعديل المنتج ليصبح عقاراً ذا قوة بنائية كبيرة تفوق التيستوستيرون وذا صفات اندروجينية أقل من التيستوستيرون.
يرجع تاريخ تصنيع هذا المنشط إلى تاريخ الخمسينات من القرن العشرون وكان أول المستخدمين له هم لاعبو القوة البدنية الروس ومن ثم انتشر تناول هذا المنشط فى العالم فى جميع ألعاب القوة البدنية ولعبة كمال الأجسام.
وفي السبعينات من نفس القرن (العشرين) تم حظر تصنيعه فى الولايات المتحدة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) وذلك لكثرة استخدامه كمنشط في الرياضة ولمخاطره العديدة وقلة استخداماته في الحقل الطبي (العلاجي).
هذا المنشط يزيد من قوة وأداء المتدرب بشكل ملحوظ وسريع وأيضاً يزيد من حجمه العضلي بشكل كبير وسريع وهذه المميزات هي التي اعطت هذا المنشط الشهرة العالية تلك فيستخدمه جميع لاعبي كمال الأجسام من مستوى المبتدئين حتى مستوى الاحتراف.
الآثار الجانبية
تزداد الآثار الجانبية من تناول هذا العقار وذلك تبعاً للجرعة المتناولة وتبعا للمنشطات التي تتناول معه وطبيعة الشخص المتناول حيث أكثر الآثار الجانبية حدوثا بعد تناول هذا العقار هو ارتفاع ضغط الدم – احتجاز الماء والأملاح – التثدي – البشرة الزيتية – حب الشباب – كبح إنتاج التيستوستيرون الطبيعي – العنف والعصبية.
الديكا ((Nandrolone Decanoate \ Deca-Durabolin
يعتبر عقار الديكا ديورابولين كذلك من أكثر العقارات استخداما وشهرة في مجال رياضة كمال الأجسام.
وينتمي هذا المنشط إلى مجموعة Nor-19 steroids، ويسهم في زيادة الكتلة العضلية بصورة كبيرة ومن أهم مايميز هذا المنشط قدرته على الحفاظ على المكتسب العضلي لفترة أطول بعد التوقف عن التناول.
أما عن الآثار الجانبية:
تتمثل أعراضه في زيادة الأندروجين الذي قد يزيد من الإصابة بحب الشباب – البشرة الزيتية – تساقط شعر الرأس – زيادة شعر الجسم وغيرها. كما قد يؤدي إلى كبح انتاج هرمون التيستوستيرون الطبيعي والذي يؤدي إلى الضعف الجنسي والعقم – كما قد يسبب احتجاز الماء والدهون والتثدي في الجسم.
الكرياتين
وهو مادة يتم إنتاجها طبيعياً في الجسم لمساعدة العضلات على إنتاج الطاقة (حوالي 2 جرام يومياً). وبعض الرياضيين خاصة ممارسي رياضة رفع الاثقال أو الركض يأخذون الكرياتين كمكمل غذائي على صورة مسحوق أو حبوب – مع أو بدون أحد المنشطات المذكورة سابقاً – لظنهم أنهم بذلك يحسنون أداءهم، ولا يوجد دليل علمي على فعالية الكرياتين في زيادة وتحسين الأداء الرياضي، أما مخاطره فتشمل:
- تراجع الأداء الرياضي.
- تشنجات في العضلات والمعدة.
- الغثيان.
- الإسهال.
- زيادة الوزن.
- ضرر في الكلى والكبد.
- التأثير على توازن السوائل في الجسم.
مشروبات الطاقة
يخلط الكثير من الرياضيين بين مشروب الطاقة ومشروب الرياضة، فمشروب الرياضة يتكون من السكريات البسيطة والأملاح المعدنية كالبوتاسيوم والصوديوم حيث يعمل على تعويض الفاقد من سوائل الجسم ويمنع حدوث الجفاف ويزود الجسم بالسعرات الحرارية أثناء ممارسة النشاط الرياضي، وهذا ما لا يحققه مشروب الطاقة الذي يعمل على طرد السوائل من الجسم وتحتوي على مواد تسمى المنبهات، وهي مجموعة تشمل الكافيين والأمفيتامين والإفيدرين، وهي أيضا تحتوي على كمية كبيرة من السكر. ومع أن المنبهات ومشروبات الطاقة قد تعطي الجسم دفعة مؤقتة من النشاط إلا أن لها مخاطر عديدة تشمل:
- العصبية والاضطراب وحدوث مشاكل في التركيز.
- الأرق وقلة النوم.
- الجفاف.
- الإدمان والحاجة إلى كميات متزايدة من المشروب للمحافظة على النشاط.
- مشاكل في القلب واضطراب نبضاته.
- ضربة الحرارة “الشمس”.
- السكتة الدماغية أو القلبية.
- الهلوسة.
وقد أقر مجلس الوزراء في جلسته المعقودة يوم 3 مارس 2014م حظر بيع مشروبات الطاقة في المطاعم والمقاصف في المنشآت الحكومية، والمنشآت التعليمية والصحية والصالات والأندية الرياضية الحكومية والخاصة.
- ماهو دور الأهل في التصدي لهذه المشكلة خاصة لدى فئة صغار السن من الشباب؟
- للأهل دور محوري وأساسي للتصدي لهذه المشكلة، فالشباب قد يتعاطون مثل هذه المنشطات بتشجيع من رفاقهم في المدرسة أوالنادي، ولايجب إغفال دور الإعلام الموجه الذي يسوق ثقافة الجسد المتكامل ويشجع على الحلول السريعة والسحرية. ومن أهم مايجب التركيز عليه لدى الأهل نشر التثقيف الصحي السليم وبيان مخاطر هذه المواد على الصحة في الوقت القصير وعلى المدي البعيد.
ومن المهم التيقظ من ناحية الأهل إلى بعض الأعراض التي قد تظهر على الابن والتي قد تشير إلى تعاطيه هذه المنشطات من المهم الإشارة لها مثل:
- زيادة مفاجئة في حجم عضلاته.
- زيادة في حب الشباب.
- جلده يصبح دهنيا بشكل غير طبيعي.
- ظهور علامات شد على الجلد.
- تقلبات حادة في المزاج.
وفي ختام هذه العيادة الصحفية أود التأكيد على معلومة مهمة جدًا من المفيد تكرارها هنا وهي أن بعض الشباب يمكن أن يحصل على قوام رياضي لافت للنظر باستعمال مثل هذه المنشطات، لكن مقابل العديد من المخاطر الصحية على المدى القريب والبعيد بالإضافة إلى حظرها محلياً ودولياً وقد تم تحديد أهم وأغلب المنشطات ضمن القائمة المحظورة من طرف اللجنة الأولمبية للطب الرياضي، وتسليط عقوبات صارمة على الرياضيين قد تصل إلى حد حرمان الرياضي من المنافسة مدى الحياة و فرض غرامات مالية كبيرة.
أ.د. صالح بن صالح