الفشل الكلوي... يفاجئ المريض دون أعراض

الفشل الكلوي

أوضحت بيانات المركز السعودي لزراعة الأعضاء الخاصة بمرضى الفشل الكلوي النهائي حتى نهاية عام 2011م إلى وجود 13356 مريض فشل كلوي في السعودية، منهم 12116 يعالجون بالديلزة الدموية و 1240 مريضا يعالجون بالديلزة البروتينية وهو مايشير الى ان معدل حدوث الفشل الكلوي النهائي المعالج بالغسيل الكلوي في المملكة يصل الى 492 حالة لكل مليون نسمة سنويا، وبزيادة سنوية تبلغ 550 حالة. وقد بلغ عدد وفيات مرضى الغسيل الكلوي 1536 مريضا في عام 2011م وبنسبة شكلت 11.5% من مجموع مرضى الغسيل. تجدر الإشارة إلى أن المنطقة الغربية شكلت اكبر نسبة من عدد المرضى المعالجين بتقنية الغسيل الكلوي الدموي، وبلغ عدد مرضى الغسيل الكلوي المسجلين على قائمة الانتظار الوطنية لزراعة الكلى 5561 مريضا.

كما ارجع التقرير السنوي الأخير للمركز السعودي لزراعة الاعضاء سبب الاصابة بالفشل الكلوي النهائي الى الإصابة بفرط ضغط الدم في حوالى 36% من الحالات والى الاصابة بداء السكري في 37% منهم.

ومن الناحية العالمية اوضحت بيانات الشبكة المتحدة لتبادل الاعضاء في الولايات المتحدة الامريكية، الى الزيادة الكبيرة في عدد المرضى المعالجين بالغسيل الكلوى بالديلزة الدموية والتي من المتوقع ان يتجاوز عدد المرضى فيها 700000 مريض عام 2013م، وتصل هذه الزيادة الى 600000 مريض في اوروبا لنفس العام.

وعادة لا يشعر المريض بأية اعراض في بداية اصابته بالقصور الكلوي ولا تتجلى اعراضه الا في مراحله المتقدمة وتتمثل المظاهر السريرية الدالة على الإصابة الكلوية بظهور الزلال أو البروتين في البول، والذي يتم اكتشافه بتحليل البول، وبسبب الإصابة الكلوية واحتباس الماء والأملاح في الجسم تتورم القدم ويمكن أن يصاب المريض بارتفاع في ضغط الدم وبتطور الإصابة المرضية يمكن أن يحدث القصور في الكلية، حيث يعاني المريض من الغثيان ونقص الوزن وتغير في لون البشرة والأغشية المخاطية. إضافة إلى الشعور بالوهن العام والحكة الجلدية الشديدة والآلام وغير ذلك من المظاهر السريرية التي تمنع المريض من القيام بأنشطته الحياتية اليومية المعتادة.

وتتعدد اسباب الاصابة بالفشل الكلوي لكن من اهمها في المملكة الاصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري بالاضافة الى السمنة والتدخين وانسدادات المسالك البولية الناجمة عن الحصى وغيرها. تجدر الإشارة إلى أن المضاعفات الكلوية لداء السكري تحدث بنسبة 50% لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول بينما لا تتجاوز 10% لدى المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الثاني.

ونظراً لمخاطر المضاعفات الكلوية وغيرها الناجمة عن السكري والتي تؤدي لحدوث الوفاة قبل الأوان، لهذا ينصح بضرورة إجراء الفحص الطبي الدوري من أجل التشخيص المبكر ليس لداء السكري لوحده وإنما لغيره من الأمراض التي قد لا تتظاهر سريرياً، أو التي تكون صورتها السريرية مخاتلة أو غير واضحة.

ومما لا شك فيه أن التشخيص المبكر يلعب دوراً مهماً في نجاح المعالجة ومنع حدوث الاختلاطات أو المضاعفات الخطيرة. إضافة إلى ذلك ينبغي على المريض المصاب حديثا بداء السكري أن يلتزم بالخطة العلاجية التي تعتمد على تناول الأدوية من جهة والحمية الغذائية وممارسة التمارين الرياضية من جهة ثانية، مع ضرورة تغيير نمط الحياة أيضاً وذلك كله من أجل الحد من تطور المرض والتعايش مع هذا الداء بسلام.

وإذا ما اثبتت الفحوصات إصابة كلوية ناجمة عن السكري ينبغي معالجة داء السكري وإجراء كافة الاستقصاءات لمعرفة الحالة العضوية والوظيفية للكلية والتدخل العلاجي الفوري لمنع تطور الإصابة وتدهور صحة المريض. وقد يحتاج المريض وفقاً لحالته الصحية إما للعلاج الدوائي أو لإجراء الغسيل الكلوي وفي الحالات المتطورة تعتبر زراعة الكلى الحل الأمثل لعلاج القصور الكلوي الناجم عن السكري.

وبشكل عام، إن القصور الكلوي هو نتيجة نهائية لعدد من الأمراض التي تصيب الإنسان، حيث تصبح الكلية عاجزة عن القيام بوظائفها العديدة، ونخص بالذكر منها تصفية الدم من السموم الجائلة في الدم التي تنتج عن عمليات الاستقلاب الجارية في الجسم. إضافة إلى هذه الوظيفة الرئيسية، تقوم الكلية بعدد من الوظائف الحيوية المهمة، ومنها:

1 إزالة السموم التي تنجم عن تناول الأدوية

2 إفراز بعض الهورمونات المهمة مثل هورمون Erythropoietin ، المسؤول عن حث نقي العظام على تصفيح الكريات الحمراء.

3 تنظيم ضغط الدم.

وبما ان مرض القصور الكلوي (الفشل الكلوي) عادة ما ينجم عن أمراض عضوية أخرى أهمها الداء السكري وفرط ضغط الدم، لذا يتوجب على العديد من المرضى المصابين بأمراض مختلفة اتباع حمية صحية أو نظام غذائي محدد يراعون من خلاله طبيعة الطعام والشراب وأيضا المواعيد المناسبة لتناوله، كما يهتمون بأنواع الرياضات التي يمكن أن تمارس.

وهنا نضع الحمية الغذائية لمرضى الفشل الكلوي (القصور الكلوي) والتي تتضمن ما يلي:

1 حمية غذائية قليلة البوتاسيوم، حيث يتوجب على المريض تفادي تناول بعض المواد الغذائية الغنية بعنصر البوتاسيوم، ومن أهمها الموز والبطيخ الأصفر، والحمضيات ومشتقاتها (العصير).

2 حمية قليلة البروتين، حيث ينصح مريض القصور الكلوي بجرام واحد من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم.

3 حمية قليلة الفوسفور مثل المشروبات الغازية.

4 حمية قليلة الصوديوم (ملح الطعام).

5 عدم شرب المياه بإفراط .

أ.د. صالح بن صالح

×