إن العلاقة بين اضطرابات الهرمونات وعقم الرجال من المواضيع الطبية الحساسة والمتكررة في عيادات الخصوبة، حيث تشير الدراسات إلى أن الخلل في الهرمونات الذكورية، وعلى رأسها هرمون التستوستيرون، يلعب دورًا رئيسيًا في ضعف الإنجاب ونقص الخصوبة.
تعرف على أسباب اختلال الهرمونات عند الرجال، وارتباطها المباشر بـأسباب العقم، مع شرح الأعراض، وسائل التشخيص، وأهم طرق العلاج المتوفرة.
أعراض اضطراب الهرمونات عند الرجال
تعتبر اضطرابات الهرمونات من الأسباب الشائعة التي تؤثر على صحة الرجال، ويمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأعراض المتنوعة، حيث أن بعض الأعراض الرئيسية تشمل:
- قلة الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب.
- الشعور المستمر بالإرهاق رغم الراحة.
- الشعور بالاكتئاب، القلق، أو تقلبات مزاجية.
- زيادة الوزن، وتراكم الدهون في الجسم، خاصة في منطقة البطن.
- انخفاض مستويات بعض الهرمونات قد يؤثر على قوة العضلات وكثافة العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور.
- صعوبة في النوم أو النوم المتقطع.
- تساقط الشعر أو تغير في كثافة الشعر.
العلاقة بين اضطرابات الهرمونات وعقم الرجال تعتبر من المواضيع التي تستحق الاهتمام، حيث أن التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤثر على جودة الحيوانات المنوية وعددها.
الهرمونات الأساسية للخصوبة الذكرية:
- التستوستيرون: الهرمون الأساسي لإنتاج الحيوانات المنوية وتطور الصفات الذكورية.
- LH (الهرمون اللوتيني): يحفز الخصيتين على إنتاج التستوستيرون.
- FSH (الهرمون المنشط للجريب): يساعد في نمو الحيوانات المنوية عبر تنشيط خلايا سرتولي.
أي خلل في هذه الهرمونات يسبب ضعفًا في الخصوبة وعدد الحيوانات المنوية.
متى تتغير هرمونات الرجل؟
- يبدأ انخفاض التستوستيرون تدريجيًا بعد سن ال30، بنسبة 1-2% سنويًا.
- الأعراض قد تظهر في الأربعينيات والخمسينيات:
ضعف الرغبة الجنسية، الإرهاق، ضعف الانتصاب، فقدان الكتلة العضلية، تقلبات المزاج.
تُعرف هذه المرحلة بـ”سن اليأس الذكري” أو “نقص التستوستيرون”.
عوامل تُسرّع التغيرات الهرمونية:
- السمنة: تحول بعض هرمونات الذكورة إلى إستروجين.
- التوتر المزمن: يرفع الكورتيزول ويقلل التستوستيرون.
- بعض الأدوية: تؤثر على التوازن الهرموني.
علاج اختلال الهرمونات عند الرجال
يعتمد العلاج على تحديد السبب بدقة، مثل:
- اعتلالات في الغدة النخامية.
- قصور في وظائف الخصية.
- أدوية تؤثر على الهرمونات.
العلاج التعويضي بالتستوستيرون (TRT):
- يُستخدم عند انخفاض التستوستيرون المؤثر على جودة الحياة.
- يُعطى على شكل حقن أو لصقات أو مراهم او جل.
- لا يُستخدم إلا بعد استبعاد الأسباب القابلة للعلاج المباشر.
دور نمط الحياة:
- التغذية الصحية (بروتينات، دهون جيدة، زنك) والنشاط البدني يدعمان التوازن الهرموني.
لماذا هذا مهم؟
- علاج الخلل الهرموني لا يحسن فقط الصحة العامة، بل يُعزز الخصوبة وفرص الإنجاب.
أصعب حالات العقم عند الرجال
تُعد بعض حالات العقم عند الرجال من أكثر الحالات الطبية تعقيدًا، خاصةً عندما ترتبط بمشاكل عميقة في إنتاج الحيوانات المنوية أو في الاستجابة للعلاج، وفيما يلي أبرز هذه الحالات:
- انعدام الحيوانات المنوية (Azoospermia): وهي حالة لا يوجد فيها أي حيوان منوي في السائل المنوي. وتنقسم إلى نوعين:
- النوع الانسدادي: يحدث بسبب انسداد في القنوات التي تنقل الحيوانات المنوية.
- النوع غير الانسدادي: يعتبر الأصعب، وينتج عن فشل الخصية في إنتاج الحيوانات المنوية من الأساس، ما يجعل فرص العلاج أقل.
- الفشل الكامل في إنتاج الحيوانات المنوية: يحدث بسبب مشاكل في أنسجة الخصية أو نتيجة اضطرابات جينية أو هرمونية، وفي هذه الحالة لا يُظهر الجسم أي نشاط لإنتاج الحيوانات المنوية حتى بعد التحفيز.
- عدم استجابة الجسم للعلاج الهرموني: رغم استخدام العلاجات المحفزة مثل هرموني LH وFSH، إلا أن بعض الحالات لا تستجيب نهائيًا، مما يدل على وجود خلل عميق في نظام الغدد الصماء أو مستقبلات الهرمونات.
في الحالات التي تتطلب تقنيات متقدمة للإنجاب، وعند فشل الطرق التقليدية يتم اللجوء إلى تقنيات مثل الحقن المجهري (ICSI) أو أطفال الأنابيب (IVF)، وقد تُستخدم تقنية االمسح المجهري لاستخراج الحيوانات المنوية من الخصية مباشرة (MicroTESE) في حال وُجدت خلايا منوية نادرة.
تظهر هذه المرحلة مدى تعقيد العلاقة بين اضطرابات الهرمونات وعقم الرجال، خاصةً عندما يكون الأمل الأخير هو التكنولوجيا الطبية المتقدمة
في النهاية فإن العلاقة بين اضطرابات الهرمونات وصحة الرجل ليست مجرد افتراض طبي، بل واقع تؤكده الأبحاث السريرية الحديثة، وذلك بدءًا من نقص التستوستيرون، مرورًا بخلل هرمونات الغدة النخامية، ووصولًا إلى مشاكل مثل تضخم البروستاتا أو ضعف إنتاج الحيوانات المنوية حيث تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى العقم عند الرجال، لكن الخبر الجيد هو أن معظم هذه الحالات قابلة للتشخيص والعلاج إذا تم التعامل معها مبكرًا.