مخاطر التبرع بالكلية

استكمالا لحديث العيادة الصحفية السابقة عن مدى انتشار الفشل الكلوي النهائي في المملكة وعن اهمية التبرع بالأعضاء لما له من فضل وأجر، نكمل في هذا العدد الحديث عن من يمكنه التبرع بكليته وبعض المعتقدات الخاطئة المتعلقة بذلك .

وللمعلومية فقد بلغ عدد عمليات زراعة الكلى التي تمت عام 2016م في المملكة عدد 798 كلية منها 673 من متبرعين أحياء وعدد 125 كلية من متوفين دماغيا.

من الشخص الذي يمكنه التبرع؟

1 – قريب المريض قرابة نسب، أو زواج، أو صديق مقرب. ويقبل التبرع من غير الأقارب وذلك بعد موافقة اللجنة المقيمة للمتبرع.

2 – ان يكون المتبرع قد تجاوز عمره 18 سنة ولايزيد على 60 عاما.

3 – أن تكون فصيلة الدم التمبرع متوافقة مع فصيلة دم المريض.

4 – ان يتمتع المتبرع بحالة صحية وجسدية جيدة وغير مصاب ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

5 – أن يكون التبرع صادراً عن رضا واقتناع تامين وبدون أية ضغوط.

وهنا أود الإشارة الى مجموعة من الإعتقادات الخاطئة عند البعض كانت ومازالت سببا مباشرا لعزوف الكثير عن التبرع بأعضائهم ومن ذلك:

1 – الاعتقاد الأول:

معتقدي الديني لا يجيز التبرع بالأعضاء.

الحقيقة:

كل الأديان والشرائع السماوية تجيز التبرع بالأنسجة والأعضاء وتعتبره نوعا من الصدقة والعمل الخيري.

وقد تضمن قــرار هـيـئـة كـبـار الـعــلمـاء رقــــم 99 وتـاريخ 6/11/1402هـ بالإجماع جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان حي مسلم أو ذمي إلى نفسه إذا دعت الحاجة إليه وأمن الخطر في نزعه وغلب على الظن نجاح زرعه كما قرر المجلس بالأكثرية ما يلي:-

  • جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان ميت إلى مسلم إذا اضطر إلى ذلك وأمنت الفتنة في نزعه ممن أخذ منه وغلب على الظن نجاح زرعه فيمن سيزرع فيه.
  • جواز تبرع الإنسان الحي بنقل عضو منه أو جزئه إلى مسلم مضطر إلى ذلك.

2 – الاعتقاد الثاني:

التبرع بالأعضاء يؤدي لتشويه جسم المتبرع.

الحقيقة:

الأعضاء المتبرع بها تستأصل بعميلة جراحية عادية يمكن أن تتم حاليا في بعض المراكز المتخصصة عن طريق المنظار وبشق جراحي صغير وفي منطقة أسفل البطن غير ملاحظة. كما أن التبرع بالأعضاء لا يؤدي إلى تشويه جسم المتبرع مطلقا.

3 – الاعتقاد الثالث:

أولوية توزيع الأعضاء تكون للأغنياء والمشاهير والأشخاص المهمين.

الحقيقة:

توزيع الأعضاء يكون حسب نظام عادل يكفل حق الجميع ويراعي الضرورة الطبية ويشمل بيانات المرضي القابلين للزراعة حسب :

فصيلة الدم، الضرورة الطبية، الحالة المناعية . ويتم ذلك تحت اشراف كامل من المركز السعودي لزراعة الأعضاء.

4 – الاعتقاد الرابع:

لا أرغب في إعلام أسرتي بأني أريد التبرع بكليتي أثناء حياتي أو بأعضائي بعد الوفاة لأنني كتبت ذلك وضمنته في وصيتي.

الحقيقة:

أهم خطوة في عملية التبرع بالأعضاء سواء خلال فترة الحياة أو بعد الوفاة أن تتم مشاركة الأسرة الرأي في هذا القرار أثناء حياة الشخص، لأن عملية التبرع لا تتم إلا بموافقة خطية من أقارب المتوفى.

5 – الاعتقاد الخامس:

إنني لا أضمن حياتي، فلو تبرعت بكليتي لأي شخص وفوجئت بعد ذلك بفشل كلوي في كليتي المتبقية فكيف سأتصرف وهل سيعيد لي الشخص الذي تبرعت له كليتي مرة أخرى.

الحقيقة:

يستطيع الإنسان العيش بكلية واحدة ويتبرع بالأخرى، ومن المهم معرفة أن التبرع بالكلية لا يسبب الفشل الكلوي أو الإصابة بالأمراض في الكلية الأخرى إلا بوجود أمراض أخرى يمكن أن تؤثر على الكلى وأعضاء الجسم الأخرى مثل الإصابة بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، والمصابون بهذه الأمراض غير مخولين بالتبرع بأعضائهم وهم أحياء . كما أنه يوجد مابين كل مئة شخص اثنان إلى أربعة أشخاص يولدون بكلية واحدة ويعيشون بشكل طبيعي.

6 – الاعتقاد السادس:

عملية التبرع بالكلية مؤلمة ولن أستطيع تحمل آلام العملية.

الحقيقة:

تتم العملية تحت التخدير الكامل بحيث لا يشعر المتبرع بشيء أثناء إجراء العملية، وبعد العملية يعطى المتبرع المسكنات عند الضرورة بحيث لا يشعر بآلام العملية.وكما أشرت سابقا فإن عملية التبرع يمكن ان تجرى بالمنظار الجراحي والذي يتميز بمحدودية الألم المصاحب بعد العملية، ويتحدث الكثير من المتبرعين بأن شعورهم بالألم لا قيمة له أو أهمية لأن شعورهم بالألم أدى إلى إنقاذ حياة إنسان عزيز عليهم لينعم بالصحة والعافية ويكون بمشيئة الله قادراً على مزاولة حياته بشكل طبيعي (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).

7 – الاعتقاد السابع:

التبرع بالكلى يؤثر على الإنجاب والحياة الزوجية.

الحقيقة:

ليس للتبرع أي تأثير سلبي على عملية إنجاب الأطفال ولن يتسبب في حدوث مشكلة في الحياة الزوجية الجنسية بالنسبة للرجل أو المرأة، أما بالنسبة للنساء فلن يمنعهن ذلك أبداً من الزواج، والإنجاب، وتربية الأطفال، أو الاعتناء بأسرهن، ورعايتها، ولن تكون مختلفة عن غيرها من النساء.

8 – الاعتقاد الثامن:

إذا حدث لي حادث مروري وعلم المسؤولون عن حالتي بأنني من الذين يرغبون بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة عندها قد لا يبذل الأطباء جهد لإنقاذ حياتي.

الحقيقة:

استئصال الأعضاء لا يتم إلا بعد استنفاذ كل الوسائل الممكنة لإنقاذ حياة الإنسان بدون النظر الى تبرعه بأعضائه من عدمه وبعد التأكد التام من حدوث الوفاة الدماغية.

متع الله الجميع بدوام الصحة والعافية.

أ.د. صالح بن صالح

×