اعتلال غدة البروستات .. نظامنا الغذائي قد يكون السبب !

البروستات (الموثة)، احد مكونات الجهاز البولي والتناسلي عند الرجل، هي تلك الغدة الصغيرة والتي تزن في معدلها الطبيعي عند الشباب البالغين حوالي 20 غراما وتقع تحت المثانة البولية. ومع ان وظيفة البروستات غير معروفة على وجه التحديد لكنها تساهم بجزء بسيط في صنع السائل والأنزيمات التي تساعد في تكوين المني الضروري للخصوبة الذكرية.

هذه الغدة قد تصاب بالعديد من الاعتلالات المرضية والتي تتراوح بين الالتهابات والتضخم والتحولات السرطانية، وكل رجل معرض في حياته للإصابة بأي واحدة من هذه الاعتلالات.

وبما أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذلك من المهم الحرص على صحة هذه الغدة الحيوية ليس فقط للمحافظة على أدائها المهم في الجسم فالله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا للاشيء، بل كذلك لتجنب مشاكل خللها والتي قد تقود الى الاصابة بالأمراض المذكورة سابقا او المعاناة من آلام الحوض المزمنة والتي قد يصل معدل الاصابة بها الى حوالي 70% من الرجال خلال فترة حياتهم ومايتبعها من اضطرابات صحية تؤثر على جودة الحياة السليمة. وقد بينت الكثير من الدراسات جوانب مهمة للعلاج الوقائي لاعتلالات البروستات وان كان بعضها يحتاج الى المزيد من التحقق العلمي، الا أن من اهم مايذكر في جانب الوقاية مايلي:

  • الامتناع عن التدخين، فقد كشفت دراسات أن التدخين يلعب دوراً في التهاب البروستات، وحتى في إصابتها بالتحولات السرطانية.
  • إفراغ المثانة البولية قبل المعاشرة وبعدها مباشرة من أجل تقليص خطر التعرض للالتهابات الميكروبية للجهاز البولي عموماً ولغدة البروستات خصوصاً.
  • تفادي العلاقات الجنسية في غير اطارها الشرعي لأنها تفتح الباب لخطر التعرض لالتهاب البروستات المزمن.
  • تجنب الإطالة في فترة المعاشرة أوالاستثارة الجنسية الزائدة من أجل تقليل احتقان البروستات، وفي الجانب الآخر فإن المحافظة على المعاشرة السليمة وبشكل منتظم يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان البروستات وهو ماأشارت اليه دراسة نشرت عام 2004 في مجلة Journal of the American Medical Association)) وشملت اكثر من 29000 رجل.
  • تناول الثوم والبصل والكراث والطماطم وما شابهها من الورقيات في شكل منتظم، وقد بينت الأبحاث أنها تساعد في خفض الإصابة بسرطان البروستات لإحتوائها الغني بمركبات الآليوم النشطة التي تقف في وجه الشوارد الكيماوية الحرة المتورطة في نشوء الأورام الخبيثة، وينصح العلماء بتناول ما لا يقل عن 10 غرامات في اليوم من تلك الأغذية من أجل تأمين أفضل حماية لغدة البروستات.
  • شرب الشاي الأخضر والتقليل من الشاي الأسود، فقد أوضحت الدراسات أن الذين يتناولون الشاي الأخضر يومياً هم أقل تعرضاً للإصابة بسرطان البروستات مقارنة بغيرهم ممن لا يشربونه أو يفرطون بشرب الشاي الأسود.
  • شرب عصير الرمان والعنب، وفي هذا الإطار أوضحت دراسة صينية أن هذ النوع من العصير يعد من بين أهم الوسائل الواقية من سرطان البروستات، وقد فسر الباحثون السبب بغنى الرمان والعنب بمضادات الأكسدة التي تحول دون نشوء خلايا ورمية خبيثة.
  • تناول فيتامين سي (ج) يساعد على تجنب تضخم البروستات الحميد.
  • تناول السمك الغني بأحماض الاوميقا-3 مثل السالمون والسردين والتونا لأنه يرتبط بشكل ملحوظ بتراجع في خطر التعرض لسرطان البروستات بالإضافة لتحفيز الجهاز المناعي وحماية القلب.
  • الإقلال من أكل اللحوم الحمراء الغنية بالدسم والتي تشير بعض الأبحاث الى ارتباطها بالتحولات السرطانية في البروستات.
  • عدم استهلاك كميات كبيرة من الزنك، فالأبحاث التي جرت من قبل الباحثين في المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة كشفت أن الرجال الذين يتناولون أكثر من 100 مليغرام من الزنك يومياً هم أكثر تعرضاً من غيرهم لسرطان البروستات، كما أشارت ابحاث المعهد الوطني الأميركي للسرطان إلى أن تناول مكملات فيتامين إي (E) أو السيلينيوم قد يضاعف خطر إصابة الرجال بسرطان البروستات بمعدّل الضعف وفقا لمستويات السيلينيوم الموجودة في الجسم وهو ما أشرنا اليه في عدد سابق من هذه الصفحة الطبية.
  • تجنب المشروبات الغازية والتي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات وهو ما أشارت اليه دراسة قام بها عدد من الباحثين السويديين ونشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، وأفادت الدراسة بأن مجرد تناول عبوة واحدة من المشروبات الغازية يوميا يمكن أن يزيد من فرصة الإصابة بسرطان البروستات بنحو 40%. وذكرت الدراسة أن الرجال الذين يتناولون 300 ملليلتر من المشروبات الغازية المحلاة يوميا (حوالي علبة واحدة) كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الأورام الرجالية، ويعتقد أن السكر الموجود في هذه المشروبات يطلق الإنسولين الذي يغذي الأورام.
  • تجنب السمنة والحفاظ على مستوى معتدل من اللياقة البدنية حيث اشارت دراسة من جامعة الينوي ودراسة اخرى من جامعة كولومبيا إلى أن الرجال ذوي الوزن الزائد أو السمنة هم أكثر قرابة 8 مرات للإصابة بسرطان البروستات الذي يتراوح خطر تكرره بين المعتدل والعالي حتى بعد العلاج.
  • القيام بالفحص الاستقصائي الدوري للبروستات: فعند بلوغ العقد الرابع من العمر يجب اجراء الفحص الدوري لغدة البروستات والذي يتم سنوياً ولمدى الحياة ويشمل الفحص الطبي السريري، إضافة إلى معرفة تفاصيل التاريخ الصحي وعمل بعض الفحوصات الموجهة لغدة البروستات والتي يمكن ان تشمل:

وعمل بعض الفحوصات الموجهة لغدة البروستات والتي يمكن ان تشمل:

1) فحص البول لاكتشاف أو نفي بعض العلامات التي تشير إلى وجود أي التهاب في الجهاز البولي.

2) فحص الدم، لقياس انتيجين البروستات المحدد (PSA)، ومن الضروري القيام بهذا الفحص سنوياً لكل من تخطى 40 عاماً أو لكل من يشكو من عوارض حصر في البول. وفي حالة زيادة مستواه عن الحد الطبيعي فهذا يشير إلى وجود شك مرتفع لتحولات غير حميدة في البروستات والتي بدورها تستدعي القيام بالمزيد من الفحوصات الاستقصائية.

3) تصوير البروستات بالموجات فوق الصوتية عبر المستقيم لقياس الحجم وتحديد التغيرات التي قد تطرأ على الأنسجة المكونة للغدة، كما يمكن قياس حجم المثانة البولية وتحديد كمية البول المحتجز وكشف علامات غزو الأنسجة المجاورة.

وفي الختام فإن جامع النصائح الوقائية اعلاه هو المحافظة على الوزن السليم واتباع نظام غذائي متوازن مع عمل التمارين الرياضية بانتظام وهو مايساعد على الحفاظ على صحة سليمة للبروستات بإذن الله.

متع الله الجميع بصحة البدن وسلامة الروح.

أ.د. صالح بن صالح

×