الهربس

حلأ الأعضاء التناسلية اومايُعرف أيضاً ب”الهربس” و “الهربس التناسلي” هو من الأمراض المنقولة جنسياً ويسببه فيروس الحلأ البسيط (HSV) ويظهر على شكل قروح أو بثور.

وقد عرف هذا المرض في الأزمنة الغابرة منذ أيام ابقراط وكان يحمل أسماء مختلفة ولكن لم توضح التفاصيل الدقيقة لمرض الهربس إلا بعد القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1940م وأعطي الاسم المعروف حالياً في المؤتمر الدولي عام 1953م.

انتشار مرض الهربس:

تقدر عدد الاصابات بفيروس الهربس بحوالي 20 مليون شخص سنويا كما انه يقدر ان واحدا من كل 5 بالغين مصابين بالهربس في الولايات المتحدة لوحدها (22% من السكان). وينتشر المرض في المناطق المزدحمة وخاصة في المجتمعات الفقيرة التي تقل بها الرعاية الصحية والاجتماعية.

ويمكن ان يصاب الأطفال دون سن الخامسة بمرض الهربس خاصة عن طريق الوالدين أو من أقرانهم وذلك مباشرة بملامسة المصاب، بينما تنتقل العدوى بين البالغين نتيجة الاتصال الجنسي أو الملامسة المباشرة مثل التقبيل.

ويتواجد الفيروس ناقل مرض الهربس على نوعين:

  • النوع الأول: (HSV1) يسبب العدوى بالشفاه والوجه ومناطق أخرى.

وهناك إعداد كبيرة من الناس مصابون بالهربس من النوع الأول وقد يكون سبب ذلك انه قد حصل لهم قرح برد أثناء الطفولة كما قد يصل إليهم الفيروس من التلامس مع أفراد العائلة المصابين به عن طريق القبلات ومشاركتهم في أدوات الطعام والمناشف. وتظهر الحويصلات والقرح غالباً على الشفه والفم والأنف والذقن.

  • النوع الثاني: (HSV2) يصيب المنطقة التناسلية والشرج – القوباء وهو المقصود بهذه العيادة الصحفية.

تجدر الاشارة الى انه في الدراسات الحديثة وجد أن النوع الأول ايضا قد يصيب الجهاز التناسلي خاصة في الشواذ جنسياً.

طريقة انتشار الهربس التناسلي:

ينتشر فيروس الهربس التناسلي بسهولة وذلك عن طريق ملامسة الشخص المصاب بالعدوى فهو يدخل إلى جسم الشخص السليم من خلال جرح فى الجلد أو من خلال جلد الفم أو العضو التناسلي أو فتحات الجهاز البولى أو عنق الرحم أو فتحة الشرج. وينتشر الهربس عادة عندما تظهر القرح والبثرات فى الشخص المصاب، لكن من الممكن أن ينتشر فى أى وقت بدون ظهور أية أعراض.

وينتشر الهربس التناسلى غالباً من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجنسي بكافة اشكاله، ومن الممكن أن ينتشر في جسم الشخص من مكان لآخر مثل انتشاره من الأعضاء التناسلية إلى الأصابع ثم إلى العينين وأية مناطق أخرى فى الجسد. كما أنه من الممكن أن ينتشر الهربس من الأم لجنينها عند الولادة.

ويمكن تشخيص الهربس التناسلي بسهولة إذا ظهرت القرح ويمكن البدء فى العلاج على الفور الأمر الذي يخفف من آلامه وآلام العدوى.

مراحل العدوى بالهربس التناسلي:

بمجرد أن يتعرض الشخص للعدوى بالفيروس، فسيمر بمراحل مختلفة كالتالي:

1- المرحلة الأولى:

تبدأ هذه المرحلة بعد مرور 2-8 أيام من العدوى أو قد تأخذ أكثر من ذلك، وغالباً ما تسبب العدوى مجموعة من البثرات الصغيرة المؤلمة وقد يكون السائل التى يوجد بها صافٍ أو عكر والمنطقة المحيطة بالبثرات حمراء وقد تفتح بسهولة وتتحول إلى قرح مفتوحة، وقد لا تظهر البثرات مطلقاً.

بالإضافة إلى ظهور البثرات والقرح فى المناطق التناسلية يكون ايضا هناك ألم يصاحب عملية التبول، أو ظهور حرارة أو أعراض تشبه الأنفلونزا. وعلى الرغم من أن غالبية الأشخاص تمر بهذه المرحلة عند إصابتها بالهربس التناسلي إلا ان البعض الآخر لا يمر بها مطلقاً وقد لا يدركون الإصابة بعدوى الهربس التناسلي.

2- فترة الحضانة (مرحلة السكون):

خلال هذه المرحلة لا تظهر أية اعراض أو بثرات أو قرح، حيث ينتقل فى هذه المرحلة من الجلد إلى الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي.

3- مرحلة النشاط (الانتشار):

والذى يتضاعف فيها الفيروس فى الأعصاب وينتشر فى سوائل الجسم مثل اللعاب والسائل المنوي وسوائل المهبل، ولا توجد أعراض أيضاً خلال هذه المرحلة لكنها مرحلة خطيرة لنشر العدوى.

4- مرحلة عودة الإصابة مرة أخرى:

قد تعود البثرات والقرح للظهور مرة أخرى بعد ظهورها لأول مرة واختفائها وهذا ما يسمى بإعادة الحدوث أو الإصابة ولا تكون الأعراض مثل المرة الأولى فى الشدة.

وتوجد العديد من الاسباب التي تؤدي لتنشيط الفيروس منها: الضغوط، المرض، التعرض للإجهاد، التعرض للشمس، أو أثناء فترة الدورة الشهرية عند السيدات وغيرها من الاسباب. وقد يعرف الشخص عودة الإصابة بالهربس التناسلي وذلك بظهور بعض الأعراض مثل الحكة – التنميل – أو الألم فى المناطق المصابة سابقاً بالعدوى.

مضاعفات مرض الهربس التناسلي:

  • ندبات وتشوهات ظاهرة في مكان الإصابة.
  • تضخم والتهاب حاد بالأعضاء التناسلية.
  • الجنين: إذا كانت الأم مصابة بمرض الهربس التناسلي فإن الفيروس قد يصل إلى الأعضاء الداخلية للجنين مثل الكبد والمخ ويؤدي إلى موت الجنين. لهذا تجرى عملية قيصرية عند الولادة إذا ثبت أن الأم تحمل فيروس الهربس التناسلي بعنق الرحم أو المهبل. كما أن الجنين قد يصاب بتشوهات خلقية وعاهات مستديمة.
  • الإجهاض.
  • التحولات السرطانية بالعضو التناسلي بالذكور.
  • سرطان عنق الرحم.
  • التهاب الكبد أو السحايا والتي قد تؤدي إلى الوفاة.

هل يوجد علاج للهربس التناسلي؟

بعد الإصابة بمرض الهربس فان الفيروس قد لا يختفي تماماً بل يكمن في العقد العصبية وتحت ظروف معينة يهاجم الجسم ويصيب الجلد والغشاء المخاطي. ويمكن العثور على الفيروس في إفرازات اللعاب والمخاط وفي أماكن الإصابة وهذه تلعب دوراً مهماً في انتشار مرض الهربس. وفي حالات أخرى خاصة مرض الهربس بالجهاز التناسلي قد ينقل حامل الفيروس العدوى لغيره دون ظهور أعراض المرض به.

وحاليا لايوجد علاج فعال للشفاء التام من المرض، ولكن الأدوية تساعد على سرعة الشفاء وتقلل من آلام القرح والبثرات عند العديد من الأشخاص، مثل عقار (Acyclovir) وتوجد منه أقراص تعالج المرحلة الأولى أو مرحلة حدوث أو عودة الإصابة مرة أخرى، ومن الممكن أن يوقف أو يقلل من مرات حدوثه. كما يوجد منه كريم يوضع على البثرات لتقليل الآلام. ويتسم عقار (إسيكلوفير) – المعروف تجاريا باسم (زوفيراكس)- بدرجة عالية من الأمان ولا يسبب سوى القليل جدا من الآثار الجانبية. ويمكن للعقار أن يمنع انتشار طفح لتقرحات الهربس إذا تناوله المريض بالسرعة الكافية عندما يبدأ الإحساس بالوخز الذي يسبق الطفح. لكن كما ذكرت سابقا فإن العقار لا يشفي من المرض نهائيا حيث يبقى الفيروس في حالة خمول في الخلايا العصبية ويمكن أن يعود لنشاطه في أي وقت. كما يوجد غيره من الأدوية الأخرى التى تساهم فى منع حدوث الإصابة مرة أخرى بالهربس التناسلى أو علاجه مثل (Valtrex – Famvir).

تجدر الاشارة الى وجود العديد من المحاولات لتطوير لقاحات وقائية من هذا المرض والتي لاتزال في طور الابحاث.

نصائح لتخفيف آلام الهربس التناسلي:

  • العلاج بالعقاقير المسكنة مثل مضادات الالتهاب: الأسبرين أو أستيامينوفين أو إيبوبروفين.
  • وضع قماشة أو ضمادة بماء فاتر أو بارد على مكان التقرحات.
  • الاستحمام بماء فاتر.
  • الحرص على بقاء المنطقة المصابة جافة ونظيفة.
  • ارتداء ملابس داخلية قطنية.
  • ارتداء ملابس فضفاضة واسعة.

الاتصال الجنسى والهربس التناسلى:

للأسف لامفر من العدوى بالهربس التناسلى عن طريق الاتصال الجنسى وخاصة عند وجود تقرحات لأنه من السهل انتقال العدوى أيضاً بمرض الأيدز عن طريق هذه التقرحات. يمكن استخدام الواقى لتقليل مخاطر العدوى لكنه لا يمنع الإصابة كليا بالهربس التناسلى.

هل يمكن للهيربس أن ينتشر رغم عدم وجود تقرحات مرئية بالعين المجردة؟

نعم، لأن العدوى الفيروسية تنتقل بمجرد الاتصال الجنسي بشخص مصاب بالهربس. و قد تنتقل العدوى مع عدم وجود أية أعراض خارجية للمرض حيث أثبتت الدراسات أن حوالي 80% من حالات الإصابة بالهربس التناسلي تحدث دون وجود أية أعراض ظاهرة للمرض. وقد تشير نتائج تحاليل الدم الخاصة إلى الايجابية للأجسام المضادة للهيربس عند أشخاص لايتذكرون ما إذا قد أصيبوا بالهربس التناسلي أم لا و بالتالي يمكنهم نشر الفيروس حتى بدون وجود أي أعراض.

أ.د. صالح بن صالح

×