Site icon الدكتور صالح بن صالح

عندما يتغير الأداء: هل صعوبات الانتصاب مجرد أمر عابر أم جرس إنذار يستحق الإصغاء

عندما يتغير الأداء: هل صعوبات الانتصاب مجرد أمر عابر أم جرس إنذار يستحق الإصغاء؟

في لحظات من الهدوء والتفكير العميق، قد يجد الرجل نفسه أسيرًا لتساؤلات لم يجرؤ على مشاركتها حتى مع أقرب الناس إليه. “هل كل شيء على ما يرام؟ ما الذي يحدث لي؟ هل هذا هو بداية النهاية؟” هذه الأفكار قد تداهمه بعد تجربة أو أكثر من مواجهة صعوبة في الحفاظ على الانتصاب أثناء العلاقة الحميمة. قد لا تكون المرة الأولى، لكنها اللحظة التي تدفعه للتوقف والتفكير بجدية فيما يحدث لجسده.

هذه المشاعر ليست فريدة، بل هي تجربة قد يمر بها العديد من الرجال في مراحل مختلفة من حياتهم. بعضهم قد يتجاوز الأمر بصمت وهدوء، بينما قد تتفاقم الأمور لدى آخرين بسبب الشعور بالحرج أو الاعتماد على معلومات غير دقيقة. هنا تبرز أهمية المعرفة والتوعية الصحيحة.

دعونا نتحدث اليوم عن صعوبات الانتصاب، ليس بلغة طبية معقدة قد تزيد من الارتباك، بل بلغة بسيطة وواضحة قريبة من واقع كل رجل، هدفها الأساسي هو تقديم الطمأنينة والتوضيح، وتبديد أي مخاوف أو شعور بالإحراج.

أولًا: ما هو الانتصاب تحديدًا؟ ولماذا يحدث هذا التفاعل الجسدي المعقد؟

الانتصاب ليس مجرد استجابة جسدية بسيطة، بل هو عملية فيزيولوجية متكاملة تشترك فيها العديد من أجهزة الجسم والتفاعلات الحيوية بتناغم دقيق. يبدأ الأمر في الدماغ، حيث تُرسل الإشارات العصبية استجابة للإثارة الجنسية، سواء كانت بصرية أو حسية أو عقلية. تنتقل هذه الإشارات عبر الأعصاب لتحفيز تدفق كمية كبيرة من الدم إلى الأنسجة الداخلية الإسفنجية الموجودة داخل العضو الذكري. عندما تمتلئ هذه الأنسجة بالدم، فإنها تتوسع وتضغط على الأوردة التي تخرج الدم من العضو، مما يؤدي إلى احتباس الدم داخله وانتفاخه وتصلبه، وهو ما نعرفه بالانتصاب.

أي خلل أو اضطراب يحدث في أي جزء من هذه المنظومة المعقدة — سواء كان ذا طبيعة نفسية يؤثر على الإشارات المرسلة من الدماغ، أو جسدية تؤثر على الأعصاب أو الأوعية الدموية أو الهرمونات أو حتى بنية العضو الذكري نفسه — قد يؤدي إلى صعوبة في تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه.

متى يمكن اعتبار صعوبات الانتصاب أمرًا طبيعيًا وعابرًا لا يستدعي القلق؟

من الطبيعي تمامًا أن يمر الرجل بلحظات أو فترات يشعر فيها بأن الانتصاب ليس بالقوة أو الاستمرارية التي اعتاد عليها. يمكن أن يحدث ذلك لعدة أسباب غالبًا ما تكون مؤقتة ولا تدعو للقلق المفرط، ومن بين هذه الأسباب:

إذا كانت هذه الحالات عابرة وتحدث بين الحين والآخر، ولا تتكرر بشكل منتظم، فغالبًا لا يوجد سبب يدعو للقلق.

ولكن، متى تتحول صعوبات الانتصاب إلى مشكلة طبية تستحق الاهتمام والبحث عن حل؟

تتحول صعوبات الانتصاب إلى مشكلة طبية تستدعي الاهتمام والمتابعة إذا بدأت تتكرر في معظم الأوقات، وتستمر لعدة أسابيع أو أشهر بشكل منتظم. كما أنها تصبح مشكلة إذا بدأت تؤثر سلبًا على ثقة الرجل بنفسه وتقديره لذاته، أو إذا بدأت تخلق توترًا ومشاكل في العلاقة الزوجية، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل فقدان الرغبة الجنسية أو ظهور تغيرات جسدية أخرى غير مفسرة.

ما هي الأعراض التي قد تصاحب صعوبات الانتصاب وتدفع الرجل لطلب المساعدة؟

قد يعاني الرجل الذي يواجه صعوبات في الانتصاب من مجموعة من الأعراض، بما في ذلك:

كل هذه الأعراض قد تدفع الرجل للدخول في حلقة مفرغة من القلق والتوتر، مما قد يزيد من تفاقم المشكلة، وهو ما يُعرف باسم “تأثير القلق من الأداء” (Performance Anxiety).

ما هي الأسباب المحتملة لصعوبات الانتصاب؟ هل هي دائمًا جسدية أم قد تكون نفسية أيضًا؟

يمكن أن يكون لصعوبات الانتصاب أسباب عضوية (جسدية) أو نفسية، وفي كثير من الحالات قد يكون هناك تفاعل وتداخل بين الاثنين.

الأسباب العضوية المحتملة:

الأسباب النفسية المحتملة:

كيف يمكن للطبيب أن يفرق بين الأسباب العضوية والنفسية لصعوبات الانتصاب؟

يعتمد الطبيب على مجموعة من الأدوات والتقييمات لتحديد السبب الرئيسي لصعوبات الانتصاب:

ما هي خيارات العلاج المتاحة لصعوبات الانتصاب؟

الخبر الجيد هو أن صعوبات الانتصاب غالبًا ما تكون قابلة للعلاج بشكل فعال، ويعتمد العلاج على تحديد السبب الأساسي للمشكلة. تشمل خيارات العلاج:

  1. تغييرات في نمط الحياة:
  1. الأدوية الفموية:
  1. العلاج النفسي:
  1. علاجات أخرى:

هل يمكن علاج صعوبات الانتصاب بشكل كامل؟

في كثير من الحالات، نعم، يمكن علاج صعوبات الانتصاب بشكل فعال، خاصة إذا تم التشخيص الصحيح وعلاج السبب الأساسي للمشكلة. العديد من الرجال يستعيدون ثقتهم وحياتهم الجنسية الطبيعية بعد اتباع خطة علاج متكاملة قد تشمل تغييرات في نمط الحياة، أو أدوية، أو علاجًا نفسيًا، أو مزيجًا من هذه الخيارات.

متى يجب مراجعة الطبيب إذا كنت تعاني من صعوبات في الانتصاب؟

يُنصح بزيارة الطبيب في الحالات التالية:

هل هناك طرق للوقاية من صعوبات الانتصاب؟

يمكن لاتباع نمط حياة صحي أن يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الحالات التي تساهم في صعوبات الانتصاب:

تذكر دائمًا أن صحتك الجنسية هي جزء لا يتجزأ من صحتك العامة ورفاهيتك الشاملة، والاهتمام بها ليس رفاهية بل ضرورة. لا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة، فالخطوة الأولى نحو الحل هي الاعتراف بالمشكلة والبحث عن الدعم المناسب.

 

 

Exit mobile version