Site icon الدكتور صالح بن صالح

الساعة البيولوجية.. تؤثر على الرجل عند تأخير الزواج!

الساعة البيولوجية.. تؤثر على الرجل عند تأخير الزواج!

الساعة البيولوجية.. تؤثر على الرجل عند تأخير الزواج!

تقدم العمر يقلل فرص الإنجاب

فى جسم كل إنسان ساعة بيولوجية تسمح له بأن يعيش بصحة جيدة وانسجام تام مع بيئته، هذا اذا ضبط حياته مع عقارب الساعة في النهار والليل، الشتاء والصيف، وسائر فصول السنة. هذه الساعة تنظم أجسامنا الحيوية والبيولوجية بشكل دقيق ومتوازن وهي نظام وضعه الله في أجسامنا لينظم حركه كل الاعضاء والاجهزة ليكون الليل سكنا والنهار معاشا.. وهذا النظام الدقيق له دورة ثابتة.

فالإنسان يعيش بفعل تناوب النهار والليل، ويكون أكثر فعالية ونشاطاً فى النهار منه فى الليل، وهناك زمن للإنسان يحلم ويفكر، وزمن للعمل، وزمن للنوم، وزمن أيضاً للعائلة، فالإيقاع هو صفة أساسية للمادة الحية، والعلماء الآن أصبحوا يعرفون جيداً إيقاعات جسم الإنسان وتغير وظائفه الفيسيولوجية عبر الزمن، ففي كل يوم وكل شهر وكل سنة شهيتنا للطعام، نومنا، إفرازات هرموناتنا تزيد أو تنقص حسب إيقاعات بيولوجية داخل أجسامنا وتؤثر فى سائر أمور حياتنا.

ومع تقدم العمر تتأثر هذه الساعة البيولوجية وبالتالي ثؤثر على اداء بقية اعضاء الجسم، وقد كشفت الأبحاث العلمية منذ القدم تأثير الساعة البيولوجية على المرأة، حيث تقل فرص الحمل مع تقدم العمر، وحتى لو حصل الحمل قد ترتفع تبعا لذلك مخاطر الإجهاض وولادة أطفال مصابين بالتشوهات الخلقية مثل مرض متلازمة داون بين النساء المتقدمات فى العمر بعد عمر 35 سنة.

ومع ان الدراسات التاريخية تشير الى ان الرجال قادرون على الإنجاب حتى في اعمار متقدمة، حتى عمر 94 سنة وهو اعلى عمر تم اثباته علميا، والبعض منا يعرف بعض الرجال الذين انجبوا بعد عمر المئة سنة، الا ان الرجال كذلك توجد لديهم ساعة بيولوجية تتأثر بتقدم العمر وتؤثر بالتالي على وظائفهم الحيوية ومنها جودة الإخصاب، فما هي الآثار المترتبة على الآباء الذين بدؤوا بتكوين أسرهم في وقت متأخر؟ هذه الجزئية ما سنحاول ايضاحه في السطور التالية.

في البداية من المهم الإشارة الى ان اكثر الأبحاث العلمية تشير الى ان ساعة الرجل البيولوجية والتي تضبط ايقاع خصائصه الحيوية تبدأ بالتغير بدءاً من عمر الخمسين سنة، وهنا أشير الى اهم التغيرات التي تتصاحب عند الرجل بعد هذا العمر:

وبالخلاصة فإن فرصة الإنجاب عند الرجل تقل خاصة بعد عمر الخمسين حتى وان كانت فئة من الرجال قادرون على الإنجاب بعد هذا العمر، وفي هذا السياق اشارت معظم الدراسات المختصة الى ان فرصة الإنجاب عند الرجل تقل بنسبة 30- 40% بعد عمر الخمسين مقارنة بالرجال الذين تقل اعمارهم عن 30 سنة، وتقل هذه الفرصة بمعدل 2% سنويا بعد هذا العمر.

وفي المجمل فإن التغيرات التي تحدث على خصائص الرجل الحيوية نتيجة تقدم العمر لا تحدث فجأة كما هو الحال في المرأة بل تحدث تدريجيا خاصة ماهو متعلق منها بالقدرات الجنسية والإنجابية، ولكنها تغيرات حقيقية وواضحة خاصة بعد عمر الخمسين. وهنا ينصح الرجل بعدم تأخير الزواج وتكوين أسرته مبكرا، اذ اوضحنا في هذه العيادة الصحفية ان مشاكل تقدم العمر على النواحي الجنسية والانجابية لا تتعلق فقط بالمرأة بل يشاركها كذلك الرجل.

أ.د. صالح بن صالح