غدة البروستات غدة تشبه الكمثرى في شكلها، تقع في أسفل المثانة البولية، وتطوق مجرى البول كالخاتم، وهي تعتبر من أهم مكونات الجهاز البولي التناسلي للرجل. وفي هذه الغدة يلتقي مجرى البول ومجرى المني ليشكلا قناة واحدة هي الإحليل البولي. من هنا فإن أي خلل يصيب غدة البروستات يمكن أن يؤثر على الوظيفة البولية والجنسية للرجل فيعاني الأخير من سلسلة من العوارض الظاهرة تبعاً لنوع الخلل.
كما تفرز غدة البروستات سائلاً يطرح خلال القذف يساعد في تغذية الحيوانات المنوية وإمدادها بالطاقة اللازمة كي تكمل سيرها في القناة التناسلية لدى المرأة، كما أن البروستات تفرز سائلاً مضاداً للجراثيم يساعد في الوقاية من الالتهابات الميكروبية للمسالك البولية.
واعتلالات البروستات يمكن ان تصيب الرجل في اي فئة عمرية بدءا من مرحلة الشباب الى الشيخوخة ونادرا ما تصيب الأطفال وغالبا ماتكون على هيئة اورام لديهم. واذا اخذنا على سبيل المثال احد اهم تلك الاعتلالات وهو تضخم البروستات الحميد، نجد انه يصيب الملايين منهم خاصة الذين تجاوزوا 50 سنة من العمر في كل انحاء العالم لاسيما ان العديد من الدراسات الوبائية والتشريحية اظهرت ان حوالي 50٪ من الرجال في سن الخمسين وحوالي 60٪ منهم في سن الستين وحوالي 80٪ من الذين تجاوزوا 70 سنة من العمر مصابون بتضخم الغدة الحميد.
وعند حدوث الخلل المرضي تتظاهر أمراض البروستات بعوارض وعلامات منها:
- ضعف في تدفق البول.
- صعوبة او ألم في التبول.
- كثرة التبول.
- وجود المفرزات القيحية في البول.
- وجود الدم في البول.
- سرعة او ألم القذف.
- آلام في الظهر والردفين او أسفل البطن.
وبحسب احصاءات المركز الطبي القومي الاميركي هنالك حوالي 17 مليون رجل في الولايات المتحدة يشتكون من تلك الاعراض مع احتمال زيادة تلك النسبة مستقبلياً بسبب الازدياد النسبي في الاعمار بإذن الله عز وجل لهؤلاء الرجال في السنوات الماضية وزيادة وعيهم بالنسبة الى اعتلالات البروستات.
الوقاية من أمراض البروستات
يتساءل الكثير من الرجال عن كيفية المحافظة على صحة البروستات وما هي سبل الوقاية من اعتلالاتها. وكما هو معروف فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج لذلك من المهم الحرص على صحة هذه الغدة الحيوية ليس فقط للمحافظة على ادائها المهم في الجسم بل كذلك لتجنب مشاكل خللها والتي قد تقود الى الاصابة بالعوارض المذكورة سابقا او المعاناة من آلام الحوض المزمنة والتي قد يصل معدل الاصابة بها الى 70% في الرجال خلال فترة حياتهم وما يتبعها من اضطرابات صحية تؤثر على جودة الحياة السليمة. ومن اهم ما يذكر في جانب الوقاية هنا:
- الامتناع عن التدخين، فقد كشفت دراسات أن التدخين يلعب دوراً في التهاب البروستات المزمن، وحتى في إصابتها بالسرطان.
- إفراغ المثانة البولية قبل المعاشرة وبعده من أجل تقليص خطر التعرض للالتهابات الميكروبية للمسالك البولية عموماً ولغدة البروستات خصوصاً.
- تفادي العلاقات الجنسية غير المشروعة لأنها تفتح الباب لخطر التعرض لالتهاب البروستات المزمن.
- تجنب الإطالة في فترة المعاشرة من أجل تقليل احتقان البروستات.
- تناول الثوم والبصل والكراث والطماطم وما شابهها المحتوية على اللايكوبين في شكل منتظم لأن الأبحاث بينت أنها تساعد في خفض الإصابة بسرطان البروستات، فهذه الأغذية غنية بمركبات الآليوم النشطة التي تقف في وجه الشوارد الكيماوية الحرة المتورطة في نشوء الأورام السرطانية، وينصح العلماء بتناول ما لا يقل عن 10 غرامات في اليوم من تلك الأغذية من أجل تأمين أفضل حماية لغدة البروستات.
- الإقلال من أكل الأغذية المشبعة بالدهون مثل اللحوم الحمراء والالبان لدلالة الأبحاث على علاقته في نشوء سرطان البروستات وفي المقابل اختيار الدهون النباتية بدلا من الدهون الحيوانية يساعد على حماية البروستات.
- شرب الشاي الأخضر، فقد أوضحت الدراسات أن الذين يتناولونه يومياً هم أقل تعرضاً للإصابة بسرطان البروستات مقارنة بغيرهم ممن لا يشربونه.
- تناول السمك الغني بأحماض الاوميقا-3 مثل السالمون والسردين والتونا لأنه يرتبط بشكل ملحوظ بتراجع في خطر التعرض لسرطان البروستات بلإضافة لتحفيز الجهاز المناعي وحماية القلب.
- شرب عصير الرمان، وفي هذا الإطار أوضحت دراسة صينية أن هذا العصير يعد من بين أهم الوسائل الواقية من سرطان البروستات، وقد فسر الباحثون السبب بغنى الرمان بمضادات الأكسدة التي تحول دون نشوء خلايا سرطانية.
- شرب القهوة، فقد أثبتت دراسات أجراها باحثون في جامعة هارفارد، أن شرب 6 فناجين أو أكثر من القهوة يومياً يحمي من التحولات السرطانية للخلايا، ويقلل من خطر التعرض لنوع خطير من سرطان البروستات.
- تفادي المبيدات الزراعية، وحول هذا الأمر يقول باحثون أميركيون إن المزارعين الذين يستعملون مبيدات زراعية معينة هم أكثر تعرضاً للإصابة بسرطان البروستات.
- تناول الزنك بالكميات المناسبة للمحافظة على صحة البروستات وقد قدر العلماء هذه الكمية ب 15-40 مليغرام يوميا، وفي المقابل يجب عدم استهلاك كميات كبيرة من الزنك، فالأبحاث التي جرت من قبل الباحثين في المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة كشفت أن الرجال الذين يتناولون أكثر من 100 مليغرام من الزنك يومياً هم أكثر تعرضاً من غيرهم لسرطان البروستات.
- تناول فيتامين سي (ج) يساعد على تجنب تضخم البروستات الحميد.
- المحافظة على الوزن السليم وعمل التمارين الرياضية بانتظام يساعد على صحة البروستات.
وفي المختصر، تصاب غدة البروستات بثلاثة أنواع من الأمراض هي التهاب البروستات ويحصل عادة بين سن 25 إلى 45 سنة واكثر من نصف الرجال يعانون منه في فترة ما من حياتهم، وتضخم البروستات الحميد وهو أكثر شيوعاً بين 50 و60 عاماً، وسرطان البروستات الذي يشاهد عادة اعتباراً من سن الخمسين.
وبناء عليه، وعند بلوغ العقد الرابع من العمر يجب فحص غدة البروستات سنوياً وذلك مدى الحياة بالخضوع دورياً لزيارة الطبيب المختص للفحص الطبي السريري، إضافة إلى معرفة تفاصيل التاريخ الصحي العائلي، وعمل بعضا من الفحوصات التالية الموجهة لغدة البروستات وهي:
- فحص البروستات باللمس الشرجي بواسطة الطبيب لاكتشاف تضخم البروستات ومحتواها.
- فحص البول لاكتشاف أو نفي بعض العلامات التي تشير إلى وجود أي التهاب حادث في الجهاز البولي.
- فحص الدم، لقياس العامل البروستاتي (بي. اس. أي.)، ومن الضروري القيام بهذا الفحص سنوياً لكل من تخطى 40 عاماً أو لكل من يشكو من عوارض حصر في البول. فــفي حال زيادة مستواه فــهذا يشــير إلى وجـــود التـــهاب أو تضخم حميد أو سرطان في غدة البروستات.
- تصــوير البروســتات بالــموجات فوق الصوتية لقياس حجم البروستــات ونوع الأنسجة المــكونة للـــغدة وحجم المثانة وكمية البول المحتجز وكــشف علامــات غــزو الأنسجة المـجاورة.
- البحث الجيني، ويسمح بالتحري عن الجين المسؤول عن سرطان البروستات، وفي حال تحديد هوية الجين يمكن وضع الرجال الذين يحملونها تحت المراقبة الدقيقة للكشف عن السرطان في مراحله الأولى، كما يمكن لهؤلاء الرجال أن يتجنبوا الإصابة بالمرض بتغيير نمط الحياة بما في ذلك تعديل نوع الغذاء.
أ.د. صالح بن صالح