البول أعزكم الله هو الوسيلة التي يستخدمها الجسم للتخلص من المواد القابلة للذوبان غير المرغوب فيها ومن ثم طردها خارج الجسم. هذا السائل يتم إنتاجه بواسطة الكليتين، ويتكون من الماء بالإضافة إلى مواد أخرى سامة. ويتراوح لون البول بين الأصفر الفاتح إلى الأبيض ويرجع تغير اللون إلى عوامل متعددة منها التغيرات الغذائية والأدوية أو شرب الماء بكميات قليلة، لكن البول الرغوي يمكن أن يكون مصدر قلق لعدد كبير من الرجال والنساء وقد يحتاج في بعض الأحيان إلى مساعدة طبية فورية. ومن الأسباب الخارجية لتكون البول الرغوي نتيجة تفاعله مع مواد التنظيف الخاصة بالمراحيض. ويمكن تحديد ما إذا كان سبب ظهور الفقاعات في البول فسيولوجياً أو نتيجة التفاعل مع المنظفات، عن طريق التبول داخل عبوة معقمة وملاحظة ما إذا كان البول يحتوي على فقاعات أم لا. ففي حال كان الأمر نتيجة التفاعل مع المنظفات ستختفي الرغاوي والفقاعات، أما إذا كانت لا تزال الفقاعات واضحة فالأمر قد يتطلب إجراء المزيد من التحاليل.
الأسباب الطبيعية لظهور الفقاعات في البول:
الجفاف البسيط
يحدث الجفاف البسيط عندما يتم حرمان الجسم من الحصول على كمية كافية من الماء. وتشمل أعراض الجفاف: الصداع، الشعور بالتعب، قلة البول، جفاف الفم، والبول الرغوي. حيث يؤدي الجفاف إلى تركيز البول، وعادة ما تظهر الفقاعات في البول المركز. ويمكن تقليل الفقاعات الموجودة في البول عن طريق تناول كمية كافية من الماء.
ونظراً لأن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أكثر عرضة للإصابة بالجفاف، عليهم التأكد من حصولهم على كمية كافية من الماء. فمستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم، تجعل الجسم يتخلص من الجلوكوز الزائد عن طريق البول وهذا الأمر يؤدي إلى زيادة إدرار البول. وهذا بدوره يعني أن الجسم يفقد الماء بسبب تكرار التبول وبالتالي الإصابة بالجفاف. وبصرف النظر عن فقاعات البول والجفاف البسيط، فإن الأشخاص الذين يعانون من السكري عرضة للشعور بالعطش وكثرة التبول.
الحمل
عند النساء من الطبيعي رؤية الفقاعات في البول أثناء فترة الحمل. ويعود السبب في ذلك إلى تضخم الكلى لدى بعض النساء الحوامل . هذا التضخم من شأنه أن يؤدي إلى وجود الفقاعات في البول. علاوة على ذلك، فإن الكلى أثناء فترة الحمل قد تعمل أيضاً على فلترة كميات أكبر من الأحماض الأمينية. وعندما تزيد كمية الأحماض الأمينية عن قدرة الأنابيب الكلوية على امتصاصها، قد يتسرب البروتين إلى البول، وتواجد البروتين في البول قد يؤدي أيضاً إلى ظهور الفقاعات.
من ناحية أخرى، فإن تواجد الفقاعات في البول قد يكون مؤشراً على الإصابة بتسمم الحمل، إذ إن هذه الحالة المرضية تؤدي إلى وجود البروتين في البول ومن ثم تكون الفقاعات. ومن أعراض تسمم الحمل الأخرى: ارتفاع مستوى ضغط الدم، بالإضافة إلى تورم الوجه، اليدين والقدمين. وتتطلب هذه الحالة الحصول على الرعاية الطبية دون تأخير.
التبول باندفاع وبشكل سريع
عندما يتبول الإنسان باندفاع وبشكل سريع، يُحبس الهواء في البول، وهو ما يؤدي إلى ما يُعرف باسم البول الرغوي. هذا الأمر أيضاً شائع عند التبول في الصباح. فبول الصباح يكون مركزاً بشكل كبير وبالتالي يقوم بتكوين الفقاعات. هذا الأمر لا يستدعي القلق، إلا إذا كانت الفقاعات تظهر بشكل متكرر وفي معظم الأحيان.
الطمث
من الطبيعي بالنسبة للنساء رؤية الفقاعات في البول خلال أول يومين من نزول الدورة الشهرية، ويعود السبب في ذلك إلى الجفاف. هذا الأمر لا ينبغي أن يكون مصدراً للقلق وينصح فقط بتناول كمية كافية من المياه.
السائل المنوي
احيانا تتواجد كمية من السائل المنوي في الأحليل والمثانة بعد القذف تسمى القذف الراجع خاصة عند الرجال المصابين بالسكري أو نتيجة لإستخدام أنواع معينة من الأدوية، وعند التبول قد يختلط هذا السائل بالبول ويؤدي الى تواجد رغوة البول.
الأسباب غير الطبيعية لظهور الفقاعات في البول
في بعض الأحيان، قد تكون فقاعات البول مؤشراً على العديد من الاضطرابات والمشكلات الصحية مثل أمراض الكلى والتهابات المسالك البولية. وفيما يلي سرد لبعض الحالات التي يمكن أن تسبب البول الرغوى:
البيلة البروتينية
تحدث هذه المشكلة بسبب وجود كميات غير طبيعية من البروتين في البول. وهي أحد المؤشرات على الإصابة بأمراض الكلى، لأن تلف الكلى يسمح بمرور البروتين من الدم إلى البول. كما يمكن أن تعود هذه الحالة أيضاً إلى تناول الكثير من الأطعمة البروتينية أو إنتاج الكثير من البروتين في الجسم.
تجدر الإشارة إلى أن من يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم أو السكري أكثر عرضة لرؤية الفقاعات في البول. علاوة على ذلك فإن الأشخاص ممن تجاوزوا الـ 65 من عمرهم، والأشخاص الذين يعانون من البدانة وكذلك من يعانون من أمراض الكلى الوراثية أكثر عرضة للإصابة بالبيلة البروتينية، كما يمكن للسموم، الأدوية، اضطرابات جهاز المناعة والالتهابات أن تؤدي أيضاً للإصابة بالبيلة البروتينية.
التهابات المسالك البولية
عادة ما تصيب هذه التهابات السيدات بشكل أكبر من الرجال. وهي ناتجة في الغالب عن البكتيريا الموجودة في المثانة أو مجرى البول. وفي حال لم يتم معالجتها في الوقت المناسب، يمكن أن تنتقل هذه البكتيريا إلى الكلى. وتشمل أعراض الإصابة بالتهابات المسالك البولية العليا (الكلى): الحمى، الإلحاح البولي (الحاجة الملحة والمتكررة للتبول)، عسر البول، آلام البطن، إفرازات صفراء أو خضراء اللون، رائحة بول كريهة، وآثار دماء في البول.
الناسور القولوني المثاني
يشير الناسور القولوني المثاني إلى وجود اتصال غير طبيعي بين القولون والمثانة. وهو أكثر شيوعاً لدى الرجال عن النساء بنسبة 1:3
ونتيجة لوجود هذا الاتصال بين المثانة والقولون فإن الغازات الموجودة عادة في القولون يمكن ان تصل الى تجويف المثانة ومن ثم خروجها مع البول على شكل فقاعات. هذه الفقاعات قد تكون مؤشراً لعدد من الأمراض التي تسبب هذا الاتصال، مثل مرض كرون أو الإصابة بالأورام.
أ.د. صالح بن صالح